غناء الواثق
  كنت حرّا هاشميّا ... فاسترقّتني الإماء
  وسباني من له كان ... على الكره السّباء
  / أحمد اللَّه على ما ... ساقه نحوي القضاء
  ما بعينيّ دموع ... أنفد الدمع البكاء
  الغناء للواثق رمل.
  ومنها(١):
  أيّ عون على الهموم ثلاث ... مترعات(٢) من بعدهنّ ثلاث
  بعدها أربع تتمّة عشر ... لا بطاء لكنهنّ حثاث
  فيه رمل ينسب إلى الواثق وإلى متيّم.
  ومنها(١):
  أيا عبرة العينين قد ظمئ الحدّ ... فما لكما من أن تلمّا به بدّ
  ويا مقلة قد صار يبغضها الكرى ... كأن لم يكن من قبل بينهما ودّ
  لئن كان طول العهد أحدث سلوة ... فموعد بين العين والعبرة الوجد(٣)
  وما أنا إلَّا كالذين تخرّموا ... على أنّ قلبي من قلوبهم فرد
  الشعر والغناء للواثق رمل. وفيه لأبي حشيشة هزج، ذكر ذلك الهشاميّ الملقّب بالمسك، وأخبرني جحظة أنه للمسدود. وأخبرني جحظة أن من صنعة أبي حشيشة في شعر الواثق خفيف رمل وهو:
  سألته حويجة فأعرضا ... وعلق القلب به ومرضا
  فاستلّ منّي سيف عزم منتضى ... فكان ما كان وكابرنا القضا
  قال: وفي هذا الشعر أيضا بعينه للواثق رمل، ولقلم الصالحيّة فيه هزج. وقد غلط جحظة في هذا الشعر، وهو لسعيد بن حميد مشهور، وله فيه خبر قد ذكرناه في موضعه(٤).
  غاضبه خادم له فقال فيه شعرا غنى فيه:
  أخبرني عمّي عن عليّ بن محمد بن نصر عن جدّه(٥) ابن حمدون عن أبيه حمدون بن إسماعيل قال:
  كان الواثق يحبّ خادما له كان أهدي إليه من مصر، فغاضبه يوما وهجره، فسمع الخادم يحدّث / صباحا له
(١) في الأصول: «ومنه».
(٢) كذا في ج. وفي سائر الأصول: «متبعات».
(٣) الوجد: اللقاء.
(٤) راجع الجزء السابع عشر من «الأغاني» ص ٢ - ٩ طبع بولاق.
(٥) كذا في الأصول. والمعروف أن ابن حمدون خال علي بن محمد بن نصر لا جدّه. (راجع «الاستدراك الأول» في الجزء الخامس ص ٥٣٧ من هذه الطبعة).