كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار دريد بن الصمة ونسبه

صفحة 252 - الجزء 10

  أخوه عبد يغوث ومقتله وما رثاه به:

  وأمّا عبد يغوث بن الصّمّة وخبر مقتله فإنه كان ينزل بين أظهر بني الصّادر فقتلوه. قال أبو عبيدة في خبره:

  قتله مجمّع بن مزاحم أخو شجنة بن مزاحم وهو من بني يربوع بن غيظ بن مرّة. فقال دريد بن الصّمّة:

  أبلغ نعيما وأوفى إن لقيتهما ... إن لم يكن كان في سمعيهما صمم

  فما أخي بأخي سوء فينقصه ... إذا تقارب بابن الصّادر القسم

  / ولن يزال شهابا يستضاء به ... يهدي المقانب⁣(⁣١) ما لم تهلك الصّمم⁣(⁣٢)

  عاري الأشاجع⁣(⁣٣) معصوب بلمّته ... أمر الزّعامة، في عرنينه شمم

  خالد بن الصمة ومقتله:

  قال أبو عبيدة: أمّا قوله «أو نديمي خالد»، فإنه يعني خالد بن الصّمّة؛ فإن بني الحارث بن كعب غزت بني جشم بن معاوية، فخرجوا إليهم فقاتلوهم فقتلت بنو الحارث خالد بن الصّمّة، وإيّاه عنى. وقال غير أبي عبيدة:

  خالد بن الحارث⁣(⁣٤) الذي عناه دريد هو عمّه خالد بن الحارث أخو الصّمّة / بن الحارث قتلته أحمس (بطن من شنوءة)، وكان دريد بن الصّمّة أغار عليهم في قومه فظفر بهم واستاق إبلهم وأموالهم وسبى نساءهم وملأ يديه وأيدي أصحابه، ولم يصب أحد ممّن كان معه إلَّا خالد بن الحارث عمّه، رماه رجل منهم بسهم فقتله؛ فقال دريد بن الصّمّة يرثيه:

  يا خالدا خالد الأيسار والنّادي ... وخالد الرّيح إذ هبّت بصرّاد⁣(⁣٥)

  وخالد القول والفعل المعيش به ... وخالد الحرب إذ عضّت بأزراد⁣(⁣٦)

  وخالد الرّكب إذ جدّ السّفار بهم ... وخالد الحيّ لمّا ضنّ بالزاد

  / وقال أبو عبيدة: قال دريد يرثي أخاه خالدا:

  أميم أجدّي عافي الرّزء واجشمي ... وشدّي على رزء ضلوعك وابأسي

  حرام عليها أن ترى في حياتها ... كمثل أبي جعد فعودي أو اجلسي

  أعفّ وأجدى نائلا لعشيرة ... وأكرم مخلود⁣(⁣٧) لدى كلّ مجلس

  وألين منه صفحة لعشيرة ... وخيرا أبا ضيف وخيرا لمجلس


(١) المقانب: جمع مقنب وهو الجماعة من الخيل تجتمع للغارة.

(٢) الصمم: جمع صمة وهو الشجاع. ولعله عنى قومه.

(٣) الأشاجع: أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف، وقيل هي عروق ظاهر الكف واحدها أشجع. والعرنين: الأنف.

(٤) كذا في «الأصول». ولعله: «خالد الذي عناه دريد هو عمه خالد بن الحارث ... إلخ».

(٥) الصراد: الغيم الرقيق لا ماء فيه.

(٦) كذا في أ، م،. والأزراد: جمع زرد وهي الدرع المزرودة؛ سميت بذلك للينها وتداخل بعضها في بعض. وفي «سائر الأصول»:

«قصت بأوراد». والأوراد: جمع ورد، والورد من معانيه القطيع من الطير والجيش على التشبيه به.

(٧) كذا في الأصول.