أخبار دريد بن الصمة ونسبه
  قتلت بنو يربوع الصمة أباه فغزاهم:
  وقال أبو عبيدة فيما رويناه عن دماذ عنه: قتلت بنو يربوع الصّمّة أبا دريد غدرا، وأسروا ابن عمّ له؛ فغزاهم دريد ببني نصر فأوقع ببني يربوع وبني سعد جميعا، فقتل فيهم. وكان فيمن قتل عمّار بن كعب؛ وقال فيهم:
  دعوت الحيّ نصرا فاستهلَّوا ... بشبّان ذوي كرم وشيب
  على جرد كأمثال السّعالي ... ورجل مثل أهمية(١) الكثيب
  فما جبنوا ولكنّا نصبنا ... صدور الشّرعبيّة(٢) للقلوب
  فكم غادرن من كأب صريع ... يمجّ نجيع جائفة(٣) ذنوب
  وتلكم عادة لبني رباب ... إذا ما كان موت من قريب
  فأجلوا والسّوام لنا مباح ... وكلّ كريمة خو عروب
  وقد ترك ابن كعب في مكرّ ... حبيسا بين ضبعان وذيب
  كان أبوه شاعرا:
  قال أبو عبيدة: وكان الصّمة أبو دريد شاعرا، وهو الذي يقول في حرب الفجار التي كانت بينهم وبين قريش:
  /
  لاقت قريش غداة العقي ... ق أمرا لها وجدته وبيلا
  وجئنا إليهم كموج الأتيّ(٤) ... يعلو النّجاد ويملا المسيلا
  وأعددت للحرب خيفانة(٥) ... ورمحا طويلا وسيفا صقيلا
  ومحكمة من دروع القيو ... ن تسمع للسيف فيها صليلا
  وكان أخوه مالك شاعرا:
  قال: وكان أخوه مالك بن الصّمّة شاعرا؛ وهو القائل يرثي أخاه خالدا:
  أبني غزيّة إنّ شلوا(٦) ماجدا ... وسط البيوت السّود مدفع كركر(٧)
  لا تسقني بيديك إن لم ألتمس ... بالخيل بين هبولة(٨) فالقرقر
(١) كذا في أكثر الأصول. وفي م، ح: «أمهية» ولا معنى لهما. فلعل الصواب «أهيلة» جمع هيال وهو ما انهال من الرمال.
(٢) الشرعبية: الطويلة، يريد الرماح.
(٣) الجائفة: الطعنة التي تنفذ إلى الجوف. وذنوب: طويلة الشر والأذى؛ ومثله قولهم: يوم ذنوب إذا كان طويل الشر لا ينقضي.
(٤) الأتي: السيل لا يدري من أين أتى.
(٥) الخيفانة: الفرس.
(٦) الشلو (بالكسر) هنا: الجسد.
(٧) كركر: علم على عدة مواضع.
(٨) هبولة والقرقر: موضعان.