كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه

صفحة 274 - الجزء 10

  وإن أعف عنك فما تفعل

  روى له الأخفش أبياتا كان يفضلها ويستجيدها:

  أنشدني الأخفش لإبراهيم بن العباس وكان يفضّلها ويستجيدها:

  أميل مع الذّمام على ابن أمّي ... وآخذ للصّديق من الشقيق

  وإن ألفيتني حرّا مطاعا ... فإنك واجدي عبد الصديق

  أفرّق بين معروفي ومنّي ... وأجمع بين مالي والحقوق

  جوابه لأبي أيوب:

  أخبرني عمّي قال حدّثني أبو الحسن بن أبي البغل قال حدّثني عمّي قال:

  اجتاز محمد⁣(⁣١) بن عليّ برد الخيار على أبي أيوب ابن أخت الوزير وهو متولَّي ديار مضر فلم يتلقّه، ونزل الرّقّة فلم يصل إليه ولم يبرّه، وخرج عنها فلم يشيّعه. فلامه إخوانه وقالوا: يشكوك إلى إبراهيم بن العباس.

  فكتب إلى إبراهيم يعتذر مما جرى بعلَّة.

  فكتب إليه إبراهيم على ظهر كتابه:

  أبدا معتذر لا يعذر ... وركوب للتي لا تغفر

  وملقّى بمساو كلَّها ... منه تبدو وإليه تصدر

  هي من كل الورى منكرة ... وهي منه وحده لا تنكر

  كان يهوى جارية اسمها «سامر» أهدت له جاريتين:

  أخبرني عمّي قال حدّثني ابن برد الخيار عن أبيه قال:

  كان إبراهيم بن العباس يهوى جارية لبعض المغنّين بسرّ من رأى يقال لها سامر، وشهر بها، فكان منزله لا يخلو منها. ثم دعيت في وليمة لبعض أهلها فغابت عنه أياما ثم جاءته ومعها جاريتان لمولاتها. وقالت له: قد أهديت صاحبتيّ إليك عوضا من مغيبي عنك؛ فأنشأ يقول:

  صوت

  أقبلن يحففن مثل الشمس طالعة ... قد حسّن اللَّه أولاها وأخراها

  ما كنت فيهن إلَّا كنت واسطة ... وكنّ دونك يمناها ويسراها

  الغناء لسلسل مولى بني هاشم، ثاني ثقيل بالوسطى مطلق. وليس لسلسل خبر يدوّن ولا هو من المشهورين ولا ممّن خدم الخلفاء أو دوّن له حديث. وذكر حبش أنه لسلسل مولاة محمد بن حرب الهلاليّ.

  وسلسل هذه كانت من أحسن الناس وجها وغناء، وكانت لبعض المغنّين بالبصرة، وكان محمد بن حرب هذا


(١) كذا في الأصول و «تاريخ الطبري» (ق ٣ ص ١٤٩٩). وفي «معجم الأدباء» لياقوت في الكلام على إبراهيم بن العباس: «محمد بن علي بن برد الخباز» بالزاي.