أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  فضل ابن برد الخيار شعره على شعر محمد بن عبد الملك الزيات:
  أخبرني عمّي قال: اجتمعت أنا وهارون بن محمد بن عبد الملك وابن برد الخيار في مجلس عبيد اللَّه بن سليمان قبل وزارته، فجعل هارون ينشد من أشعار أبيه محاسنها، ويفضلها ويقدّمها. فقال له ابن برد الخيار: إن كان لأبيك مثل قول إبراهيم بن العبّاس:
  أسد ضار إذا هيّجته ... وأب برّ إذا ما قدرا
  / يعرف الأبعد إن أثرى ولا ... يعرف الأدنى إذا افتقرا
  أو مثل قوله:
  تلج السنون بيوتهم وترى لهم ... عن جار بيتهم ازورار مناكب
  وتراهم بسيوفهم وشفارهم ... مستشرفين لراغب أو راهب
  حامين أو قارين حيث لقيتهم ... نهب العفاة ونهزة للرّاغب
  فاذكره وافخر به، وإلَّا فأقلل من الافتخار والتّطاول بما لا طائل فيه؛ فحجل هارون. وقال عبيد اللَّه بن سليمان: لعمري ما في الكتّاب أشعر من أبي إسحاق وأبي عليّ، (يعني عمّه الحسن بن وهب) ثم أمر بعض كتّابه بكتب المقطوعتين اللتين أنشدهما ابن برد الخيار.
  هنأ الحسن بن سهل بصهر المأمون:
  أنشدني عليّ بن سليمان الأخفش لإبراهيم بن العبّاس يهنّئ الحسن بن سهل بصهر المأمون:
  هنتك أكرومة جلَّلت نعمتها ... أعلت وليّك واجتثّت أعاديكا
  ما كان يحيا(١) بها إلا الإمام وما ... كانت إذا قرنت بالحقّ تعدوكا
  هجا محمد بن عبد الملك الزيات:
  أخبرني عمّي قال حدّثني محمد بن داود بن الجرّاح قال حدّثني أبو محمد الحسن بن مخلد قال:
  / أودع محمد بن عبد الملك الزيّات مالا عظيما وجوهرا نفيسا، وقد رأى تغيّرا من الواثق فخافه وفرّق ذلك في ثقاته من أهل الكرخ ومعامليه من التّجار. وكان إبراهيم بن العبّاس يعاديه ويرصد له بالمكاره لإساءته إليه، فقال أبياتا وأشاعها حتى بلغت الواثق يغريه به:
  نصيحة شانها وزير ... مستحفظ سارق مغير
  ودائع جمّة عظام ... قد أسبلت دونها السّتور
  تسعة آلاف ألف ألف ... خلالها جوهر خطير
  بجانب الكرخ عند قوم ... أنت بما عندهم خبير
  والملك اليوم في أمور ... تحدث من بعدها أمور
(١) كذا في جميع الأصول ولعلها «يحبو».