أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه
  قد شغلته محقّرات ... وصاحب الكارة(١) الوزير
  مدح المعتز بشعر:
  أنشدني عليّ بن سليمان الأخفش لإبراهيم بن العبّاس يمدح المعتزّ وفيه غناء:
  صوت
  سحور محاجر الحدقه ... مليح والذي خلقه
  سواء في رعايته ... مجانبه ومن عشقه
  لعيني في محاسنه ... رياض محاسن أنقه
  فأحيانا أنزّهها ... وطورا في دم غرقه
  يقول فيها في مدح المعتزّ باللَّه:
  فيا قمرا أضاء لنا ... يلألئ نوره أفقه
  يشبّهه سنا المعتزّ ... ذو مقة إذا رمقه
  أمير قلَّد الرحم ... ن أمر عباده عنقه
  / وفضّله وطيّبه ... وطَّهر في الورى خلقه
  في الأربعة الأبيات الأول رمل ذكر الهشاميّ أنه لابن القصّار، ووجدته في بعض الكتب لعريب.
  هنأه أحمد بن المدبر وكان يحرّض عليه فقال شعرا:
  أنشدني الأخفش لإبراهيم بن العبّاس يقولها لأحمد بن المدبّر وقد جاءه بعد خلاصة من النكبة مهنّئا، وكان استعان به في أمر نكبته فقعد عنه، وبلغه أنه كان يحرّض عليه ابن الزيّات:
  وكنت أخي بالدّهر حتى إذا نبا ... نبوت فلمّا عاد عدت مع الدّهر
  فلا يوم إقبال عددتك طائلا ... ولا يوم إدبار عددتك في وتر
  وما كنت إلَّا مثل أحلام نائم ... كلا حالتيك من وفاء ومن غدر
  عاتبه ابن المدبر فقال شعرا:
  وأنشدني الصّوليّ له في أحمد بن المدبر أيضا وقد عاتبه أحمد بن المدبّر على شيء بلغه فقال:
  هب الزّمان رماني ... الشأن في الخلَّان
  فيمن رماني لمّا ... رأى الزمان رماني
  ومن ذخرت لنفسي ... فصار ذخر الزمان
  لو قيل لي خذ أمانا ... من أعظم الحدثان
(١) الكارة: ما يجمع ويشد، ويعني بها السرة التي فيها المال.