أخبار علية بنت المهدي ونسبها ونتف من أحاديثها
  نسبة هذا الصوت:
  صوت
  ما لي أرى الأبصار بي جافيه ... لم تلتفت منّي إلى ناحية
  لا ينظر الناس إلى المبتلى ... وإنّما الناس مع العافية
  صحبي سلوا ربّكم العافية ... فقد دهتني بعدكم داهيه
  صارمني بعدكم سيّدي ... فالعين من هجرانه باكيه
  الشعر لأبي العتاهية، وذكر ابن المعتز أنّه لعليّة وأنّ اللحن لها خفيف رمل. وذكر أنه لغيرها خفيف رمل مطلق، ولحن عليّة مزموم.
  أرسلت إلى الرشيد ومنصور شرابا مع خلوب وغنتهما بلحن لها:
  أخبرني عمّي قال حدّثني أبو العبّاس أن بشرا المرثديّ قال قالت لي ريّق:
  كنت يوما بين يدي الرشيد وعنده أخوه منصور وهما يشربان، فدخلت إليه خلوب(١) (جارية لعليّة) ومعها كأسان مملوءتان وتحيّتان، ومع خادم يتبعها عود، فغنّتهما قائمة والكأسان في أيديهما والتحيتان بين أيديهما:
  صوت
  حيّا كما اللَّه خليليّا ... إن ميّتا كنت وإن حيّا
  / إن قلتما خيرا فخير لكم ... أو قلتما غيّا فلا غيّا
  فشربا. ثم دفعت إليهما رقعة فإذا فيها: «صنعت يا سيّديّ أختكما هذا اللَّحن اليوم، وألقته على الجواري، واصطبحت فبعثت لكما به، وبعثت من شرابي إليكما ومن تحياتي وأحذق جواريّ لتغنّيكما. هنأكما اللَّه وسرّكما وأطاب عيشكما وعيشي بكما».
  دعا إبراهيم بن المهدي إسحاق وأبا دلف وغنتهم جاريته لحنا لها:
  أخبرني عمّي قال حدّثني بنحو من هذا أبو عبد اللَّه المرزبان قال حدّثني إبراهيم بن أبي دلف العجليّ قال:
  كنّا مع المعتصم بالقاطول(٢) وكان إبراهيم بن المهديّ في حرّاقته بالجانب الغربيّ، وأبي وإسحاق بن إبراهيم الموصليّ في حرّاقتيهما بالجانب الشرقيّ. فدعاهما في يوم جمعة، فعبرا إليه من زلال(٣) وأنا معهما وأنا صغير، عليّ أقبية ومنطقة فلما دنونا من حرّاقة إبراهيم فرآنا نهض ونهضت بنهوضه صبيّة له يقال لها «غضّة» وإذا
(١) في أ، م: «خلوى».
(٢) القاطول: اسم نهر كأنه مقطوع من دجلة، وهو نهر كان في موضع سامرا قبل أن تعمر، وكان الرّشيد أوّل من حفر هذا النهر وبنى على فوهته قصرا.
(٣) ظاهر من السياق أنه نوع من السفن كالزورق ونحوه. وقد ورد هذا الاسم في كتاب «تزيين الأسواق» لداود الأنطاكي صفحة ٢٥٨ طبع حجر بمصر سنة ١٢٧٩ هجرية في قوله: «فعزمت على واسط لأن لي بها صديقا من الكتاب فجئت فرأيت زلالا مهيأ فطلبت النزول معهم فقالوا نحملك بدرهمين، ولكن الزلال لهاشمي لا يريد معه غريبا، فتزيّ بزينا كأنك بعض الملاحين ...» وكتب مصححه بالهامش: «قوله زلالا كأنه نوع من السفن كالزورق كما يظهر من بقية الكلام» أه وانظر الكلام عليه في «قاموس دوزي».