أخبار علية بنت المهدي ونسبها ونتف من أحاديثها
  صوت
  تفديك أختك قد حبوت بنعمة ... لسنا نعدّ لها الزمان عديلا
  إلَّا الخلود، وذاك قربك سيّدي ... لا زال قربك والبقاء(١) طويلا
  وحمدت ربّي في إجابة دعوتي ... فرأيت حمدي عند ذاك قليلا
  وعملت فيه لحنا من وقتها في طريقة خفيف الرّمل، فأطرب الرّشيد وشرب عليه بقيّة يومه.
  طلب الرشيد أختها ولم يطلبها فقالت شعرا وبعثت من غناه له فأحضرها:
  قال: وقالت للرّشيد أيضا وقد طلب أختها ولم يطلبها.
  صوت
  ما لي نسيت وقد نودي بأصحابي ... وكنت والذّكر عندي رائح غادي
  أنا التي لا أطيق الدّهر فرقتكم ... فرقّ لي يا أخي من طول إبعاد
  قال: وغنّت فيه لحنا من الثقيل الثاني، وبعثت من غنّاه للرشيد، فبعث فأحضرها.
  حجت وتأخرت فتكدر الرشيد فنظمت شعرا وغنته فرضي عنها:
  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني عون بن محمد قال حدّثني زرزور الكبير غلام جعفر بن موسى الهادي:
  أنّ عليّة حجّت في أيّام الرّشيد، فلمّا انصرفت أقامت بطيزناباذ(٢) أيّاما، فانتهى ذلك إلى الرشيد فغضب.
  فقالت عليّة:
  صوت
  أيّ ذنب أذنبته أيّ ذنب ... أي ذنب لولا رجائي لربّي
  بمقامي بطيزناباذ يوما ... بعده ليلة على غير شرب
  ثم باكرتها عقارا شمولا ... تفتن النّاسك الحليم وتصبي
  قرقفا قهوة تراها جهولا ... ذات حلم فرّاجة كلّ كرب
  قال: وصنعت في البيتين الأوّلين لحنا خفيف الثقيل، وفي البيتين الأخيرين لحنا من / الرّمل. فلمّا جاءت وسمع الشعر واللحنين رضي عنها.
  اشتاقها الرشيد وهو بالرقة فطلبها فجاءته وقالت شعرا وعملت فيه لحنا:
  أخبرني محمد بن يحيى قال حدّثني عبد اللَّه بن المعتزّ قال حدّثني عبد اللَّه بن إبراهيم بن المهديّ قال:
(١) في أ، م: «في البقاء».
(٢) كذا في «معجم البلدان» لياقوت. وطيزناباذ: موضع بين الكوفة والقادسية، كان من أنزه المواضع محفوفا بالكروم والشجر والحانات والمعاصر، وكان من المواضع المقصودة للهو والبطالة. وفي الأصول: «طيرتاباذ» وهو تحريف.