كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار النابغة ونسبه

صفحة 15 - الجزء 11

  صوت

  لهم شيمة لم يعطها اللَّه غيرهم ... من النّاس والأحلام غير عوازب

  على عارفات للطَّعان عوابس ... بهنّ كلوم بين دام وجالب

  ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب

  إذا استنزلوا عنهنّ للطعن أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب

  حبوت بها غسّان إذ كنت لاحقا ... بقومي وإذ أعيت عليّ مذاهبي

  وجدت في كتاب لهارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات في البيتين⁣(⁣١) والثالث والرابع لحنا منسوبا إلى معبد من خفيف الرمل بالوسطى. وأحسبه من لحن يحيى المكَّيّ. الشّيمة: الطبيعة، وجمعها شيم. غير عوازب أي لا تعزب أحلامهم فتنفذ عنهم. وعارفات للطعان أي صابرات عليه عوّدت أن يحارب عليها. وعوابس كوالح. وجالب أي عليه جلبة وهي قشرة تكون على الجرح؛ يقال جلب الجرح يجلب جلوبا وأجلب إجلابا. والإرقال: مشي يشبه الخبب سريع. والمصاعب واحدها مصعب وهو الفحل الذي لم يمسسه الحبل وإنما يقتنى للفحلة، ويقال له قرم ومقرم. وقوله «حبوت بها» يعني بالقصيدة. وروى أبو عبيدة «إذ كنت لاحقا بقوم» وقال: يعني إذ كنت لاحقا بغيركم أي بقوم آخرين، فكنتم أحقّ بالمدح منهم.

  قالوا: فنظر إلى النّعمان بن الحارث أخي عمرو وهو يومئذ غلام فقال:

  هذا غلام حسن وجهه ... مقتبل الخير سريع التّمام

  للحارث الأكبر والحارث ال ... أصغر والأعرج خير الأنام⁣(⁣٢)

  / ثم لهند ولهند فقد ... أسرع في الخيرات منه إمام⁣(⁣٣)

  خمسة آباء وهم ما هم ... هم خير من يشرب صوب الغمام⁣(⁣٤)

  غنّاه حنين خفيف رمل بالبنصر عن حبش.

  فضله الشعبي على الأخطل في مواجهته في مجلس عبد الملك:

  أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا هارون بن عبد اللَّه الزبيريّ قال حدّثنا شيخ يكنى أبا داود عن الشعبيّ قال:

  دخلت على عبد الملك بن مروان وعنده الأخطل وأنا لا أعرفه. فقلت حين دخلت: عامر بن شراحيل الشّعبيّ. فقال⁣(⁣٥): على علم ما أذنّا لك. فقلت في نفسي: خذ واحدة على وافد أهل العراق. فسأل عبد الملك


(١) كذا في «الأصول» (؟).

(٢) كذا في كتاب «الشعر والشعراء» و «خزانة الأدب». وفي «الأصول» هنا وفيما يأتي: «والحارث خير الأنام».

(٣) في كتاب «الشعر والشعراء» و «خزانة الأدب»:

وقد

ينجع في الروضات ماء الغمام

(٤) في هذين المصدرين: «يشرب صفو المدام».

(٥) أي الأخطل.