كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار النابغة ونسبه

صفحة 23 - الجزء 11

  والعلياء: المكان المرتفع بناؤه، يقال من ذلك علا يعلو وعلي يعلى، مثل حلا يحلو وحلي، وسلا يسلو وسلي يسلي. والسّند: سند الجبل وهو ارتفاعه حيث يسند فيه أي يصعد. أقوت: أقفرت وخلت من أهلها. وقال أبو عبيدة في قوله يا دارميّة ثم قال أقوت ولم يقل أقويت: إنّ من شأن العرب أن يخاطبوا الشيء ثم يتركوه ويكفّوا عنه.

  وروي الأصمعيّ «أصيلانا⁣(⁣١)» وهو / تصغير أصلان⁣(⁣٢). ويروي «عيّت⁣(⁣٣) جوابا» أي عييت بالجواب. والأواريّ:

  جمع آري⁣(⁣٤). ولأيا: بطئا. والمظلومة: التي لم يكن فيها أثر فحفر أهلها فيها حوضا، وظلمهم إيّاها إحداثهم فيها ما لم يكن فيها. شبّه النّؤى بذلك الحوض لاستدارته. والجلد: الأرض الصّلبة الغليظة من غير حجارة. وإنما جعلها جلدا لأنّ الحفر فيها لا يسهل. وقوله «ردّت عليه⁣(⁣٥) أقاصيه» يعني أمة فعلت ذلك، أضمرها ولم يكن جرى لها ذكر. وأقاصيه: يعني أقاصي النّؤي على أدناه ليرتفع. ولبّده: طأمنه⁣(⁣٦). والوليدة: الأمة الشابّة. والثأد: النّدى.

  والسبيل: الطريق. والأتيّ: النهر المحفور، والأتيّ: السيل من حيث كان. يقول: لمّا / أفسدت طريق الأتيّ سهلَّت له طريقا حتى جرى. ورفعته أي قدّمت الحفر إلى موضع السجفين، وليس رفعته ها هنا من ارتفاع العلوّ⁣(⁣٧).

  والسّجفان: ستران رقيقان يكونان في مقدّم البيت. والنّضد: / ما نضد من المتاع. وأخنى: أفسد⁣(⁣٨). ولبد. آخر نسور لقمان التي اختار أن يعمّر مثل أعمارها، وله حديث ليس هذا موضعه.

  صوت

  أسرت⁣(⁣٩) عليه من الجوزاء سارية ... تزجي الشمال عليه جامد البرد⁣(⁣١٠)

  فارتاع من صوت كلَّاب فبات له ... طوع الشّوامت من خوف ومن صرد

  فبثّهن⁣(⁣١١) عليه واستمرّ به ... صمع الكعوب بريّات من الحرد


(١) ويروى «أصيلالا» بابدال النون لاما. ويروى «أصيلا كي أسائلها». ويروى «طويلا كي أسائلها».

(٢) أصلان: قيل: إنه جمع أصيل وهو العشي، كرغيف ورغفان. ورد هذا القول بأنه لو كان جمع كثرة لما صح تصغيره، إذ يدل بصيغته على التكثير وبتصغيره على التقليل، فيكون المرء مكثرا مقللا، وهذا لا يكون، وأن الصحيح أنه مفرد بني من الأصيل على وزن الغفران والتكلان.

(٣) هذه هي الرواية الصحيحة، يقال: عيّ بالجواب (بالإدغام) وعي بالجواب (بالتصحيح). وأما أعيا ففي المشي، يقال: أعيا الرجل في المشي فهو معي. وفي «لسان العرب» في الكلام على هذا البيت: «ولا ينشد أعيت جوابا».

(٤) الأريّ: الآخية التي تشدّ بها الدابة.

(٥) ويروي: «ردت» بضم الراء بالبناء للمفعول. وتنتفي على هذه الرواية ضرورة تسكين الياء في «أقاصيه»، وضرورة إضمار الفاعل من غير أن يجري له ذكر.

(٦) طامنه: خفضة وسكنه.

(٧) قال البطليوسي في شرحه «لديوانه»: «معنى البيت أن الأمة لما خافت من السيل على بيتها خلت سبيل الماء في الأتي بتنقيتها له من التراب كأنه كان انكبس فكنسته ومحت ما فيه من مدر وغير ذلك مما كان يحبس الماء فيه حتى بلغت بحفرها إلى موضع السجفين ... والهاء في رفعته تعود على النؤى أي قدمت النؤى حتى بلغت إلى سجفي البيت لتقى السجفين ومتاع البيت من السيل».

(٨) قال التبريزي في «شرح المعلقات»: «أخنى: فيه قولان، أحدهما أن المعنى: أتى عليها. والقول الآخر، وهو الجيد، أن المعنى أفسد، لأن الخنا الفساد والنقصان».

(٩) هذه رواية الأصمعي، ويروي أيضا: «سرت» بدون ألف وهي المناسبة لقوله «سارية». ويرى الأصمعي أنه جاء باللغتين.

(١٠) البرد (بالتحريل): حب الغمام.

(١١) بثهن: فرقهن. وفاعل «استمر» «صمع الكعوب» أي مضت به كعوبه الصمع. يريد أنه جدّ وأسرع.