أخبار النابغة ونسبه
  وأتبعت فعدّت على الماء فإذا هي ستّ وستّون. وقوله: «فقد» أي فحسب. ويحفّه(١) أي يكون من ناحية هذا الثّمد، يقال: حفّ القوم بالرجل أي اكتنفوه. / والنّيق: الجبل. ومثل الزجاجة: يريد عينا صافية كصفاء الزجاجة.
  الحسبة: الهيئة التي تحسب، يقال: ما أحسن حسبته، مثل الجلسة واللَّبسة والرّكبة.
  ومنها:
  صوت
  نبّئت أنّ أبا قابوس أو عدني ... ولا قرار على زأر من الأسد
  مهلا فداء لك الأقوام كلَّهم ... وما أثمّر من مال ومن ولد
  إن كنت قلت الذي بلَّغت معتمدا ... إذا فلا رفعت سوطي إليّ يدي
  هذا الثناء فإن تسمع به حسنا ... فلم أعرّض أبيت اللَّعن بالصّفد
  غنّاه الهذليّ، ولحنه من الثقيل الأوّل عن الهشاميّ. أثمّر: أصلح وأجمع. والزّأر: صياح الأسد، يقال: زأر زئيرا وهو الزأر. والصّفد(٢): العطيّة، يقال: أصفده يصفده إصفادا إذا أعطاه، وصفده يصفده صفدا(٣) إذا أوثقه.
  رواية أخرى في حديث حسان عنه حين وفد على النعمان
  : أخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني الصّلت بن مسعود قال حدّثنا أحمد بن شبّويه عن سليمان بن صالح عن عبد اللَّه بن المبارك عن فليح بن سليمان عن رجل قد سمّاه عن حسّان بن ثابت، ونسخت من كتاب ابن أبي خيثمة عن أبيه عن مصعب الزبيريّ قال قال حسّان بن ثابت، وأخبرنا محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثني عمّي يوسف بن محمد عن عمه إسماعيل / بن أبي محمد قال قال أبو عمرو الشيبانيّ قال حسان بن ثابت - وقد جمعت رواياتهم وذكرت اختلافهم فيها، وأكثر اللفظ للجوهريّ - قال: خرجت إلى النّعمان بن المنذر، فلقيت رجلا - وقال اليزيديّ في خبره: فلقيت صائغا من أهل فدك - فلما رآني / قال: كن يثربيا، فقلت: الأمر كذلك. قال: كن خزرجيا، قلت: أنا خزرجيّ. قال: كن نجّاريا، قلت: أنا نجّاريّ. قال: كن حسّان بن ثابت، قلت: أنا هو. فقال: أين تريد؟ قلت: إلى هذا الملك. قال: تريد أن أسدّدك إلى أين تذهب ومن تريد؟ قلت نعم. قال: إن لي به علما وخبرا. قلت: فأعلمني ذلك. قال: فإنك إذا جئته متروك شهرا قبل أن يرسل إليك ثم عسى أن يسأل عنك رأس الشهر، ثم إنك متروك أخر بعد المسألة ثم عسى أن يؤذن لك. فإن أنت خلوت(٤) به وأعجبته فأنت مصيب منه خيرا، فأقم ما أقمت، فإن رأيت أبا أمامة فاظعن، فلا شيء لك عنده. قال:
  فقدمت ففعل بي ما قال الرجل ثم أذن لي وأصبت منه مالا كثيرا ونادمته وأكلت معه. فبينا أنا على ذلك وأنا معه في قبّة له إذا رجل يرتجز حولها:
(١) يريد الشاعر أن جانبي الجبل أحاطا بالحمام فكان الحمام بينهما. قال الأصمعيّ: «إذا كان الحمام بين جانبي نيق ضاق عليه فركب بعضه بعضا أشدّ لعده وجزره، وإذا كان في موضع واسع كان أسهل لعده، فكان أحكم لها إذا أصابته في هذه الحال». وبهذا يعلم ما في الأصول لشرح كلمة «بحقه» هنا من غموض.
(٢) ويقال فيه أيضا الصفد (بسكون الفاء).
(٣) ومثله صفده تصفيدا.
(٤) في «الأصول»: «خلوته». والذي في كتب اللغة أنّه يقال: خلا الرجل بصاحبه وإليه ومعه، إذا اجتمع معه في خلوة.