كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر مقتل خالد بن جعفر بن كلاب

صفحة 76 - الجزء 11

  وجود نعل شرحبيل بن الأسود في بني محارب وتعذيب الأسود لهم:

  قال: ووجد نعل شرحبيل عند أضاخ. وهو من الشّربّة في بني محارب بن خصفة⁣(⁣١) بن قيس عيلان. قال:

  فاحمي لهم الأسود الصّفا التي بصحراء أضاخ وقال لهم: إنّي أحذيكم نعالا، فأمشاهم على الصّفا المحمى فتساقط لحم أقدامهم. فلمّا كان الإسلام قتل جوشن / الكنديّ رجلا من بني محارب فأقيد به جوشن بالمدينة. وكان الكنديّ من رهط عبّاس بن يزيد الكنديّ، فهجا بني محارب فعيّرهم بتحريق الأسود أقدامهم فقال:

  على عهد كسرى نعّلتكم ملوكنا ... صفا من أضاخ حاميا يتلهّب

  قال أبو عبيدة: وصار ذلك مثلا يتوعّد به الشعراء من هجوه ويحذّرونهم مثل ذلك. ومن ذلك أن ابن عتّاب⁣(⁣٢) الكلبي ورد على بني النوس⁣(⁣٣) من جديلة طيئ، فسرقوا سهاما له؛ فقال يحذّرهم:

  /

  بني النوس ردّوا أسهمي إن أسهمي ... كنعل شرحبيل التي⁣(⁣٤) في محارب

  وقال في الجاهليّة ابن أمّ كهف الطائيّ في مدحه لمالك بن حمار⁣(⁣٥) الشّمخيّ، فذكر نعل شرحبيل فقال:

  ومولاك الذي قتل ابن سلمى ... علانية شرحبيل ابن نعل

  لأنه لولا النعل لم يعرف، وإنما عرف بما صنع أبوه ببني محارب من أجل نعله التي وجدت في بني محارب.

  أخذ الأسود لسنان بن أبي حارثة الذي قتل ابنه عنده واعتذار الحارث بن سفيان عنه:

  قال أبو عبيدة: وأخذ الأسود سنان بن أبي حارثة؛ فأتاه الحارث بن سفيان أحد بني الصارد⁣(⁣٦)، وهو الحارث بن سفيان بن مرّة بن عوف بن الحارث بن سفيان أخو سيّار بن عمرو بن جابر الفزاريّ لأمّه، فاعتذر إلى الأسود أن يكون سنان بن أبي حارثة علم أو اطَّلع، ولقد كان أطرد الحارث من بلاد غطفان، وقال: عليّ دية ابنك ألف بعير دية الملوك، فحمّلها إيّاه وخلَّى عن سنّان، فأدى إلى الأسود منها ثمانمائة بعير ثم مات. فقال سيّار بن عمرو أخوه لأمّه: أنا أقوم فيما بقي مقام الحارث بن سفيان. فلم يرض به الأسود. فرهنه سيّار قوسه، فأدّى البقيّة.

  فلمّا مدح قراد بن حنش الصارديّ⁣(⁣٧) بني فزارة جعل الحمالة كلَّها لسيّار بن عمرو فقال:

  ونحن رهنّا القوس تمّت فوديت ... بألف على ظهر الفزاري أقرعا⁣(⁣٨)

  بعشر مئين للملوك سعى بها⁣(⁣٩) ... ليوفي سيّار بن عمرو فأسرعا


(١) في «ب، س، ج»: «حفصة» وهو تحريف.

(٢) الذي في «خزانة الأدب» (ج ٤ ص ١٨٣): «ابن عباد الكلابي».

(٣) كذا في «الأصول». وفي «خزانة الأدب»: «بني البوس». ولم نجد هذا الاسم في جديلة طيئ ولا في غيرها. فلعل صوابه «بني الأوس»؛ فإن من فروع جديلة طيئ بني الأوس.

(٤) في «الأصول»: «الذي». والتصويب من «خزانة الأدب».

(٥) في «ب، س»: «حماد» بالدال المهملة وهو تحريف.

(٦) في «الأصول»: «بني الصادر» وهو تحريف. (راجع كتاب «الاشتقاق» لابن دريد صفحة ١٧٦ و «لسان العرب» في مادة صرد).

(٧) في «الأصول»: «قراد بن حبش الصادري» وهو تحريف.

(٨) بألف أقرع أي تام.

(٩) في «الأصول»: «بعشر ملوك الملوك سفالها» والتصويب من «خزانة الأدب» (ج ٣ ص ٣٠٤). وقد صححها المرحوم الشنقيطي:

«؟».