ذكر مقتل خالد بن جعفر بن كلاب
  /
  رمينا صفاه بالمئين فأصبحت ... ثناياه(١) للساعين في المجد مهيعا
  قال ويقال: بل قالها ربيع بن قعنب، فردّ عليه قراد فقال:
  ما كان ثعلب ذي(٢) عاج ليحملها ... ولا الفزاريّ جوفان بن جوفان(٣)
  لكن تضمّنها ألفا فأخرجها ... على تكاليفها حار بن سفيان(٤)
  وقال عويف القوافي بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر في الإسلام يفخر على أبي منظور الوبريّ حين هاجاه أحد بني وبر بن كلاب:
  فهل وجدتم حاملا كحاملي ... إذ رهن القوس بألف كامل
  بدية ابن الملك الحلاحل ... فافتكَّها من قبل عام قابل ... / سيّار الموفي بها ذو السائل(٥)
  لحوق الحارث ببني دارم:
  قال أبو عبيدة: فلمّا قتل الحارث شرحبيل لحق ببني دارم فلجأ إلى بني ضمرة. قال: وبنو عبد اللَّه بن دارم يقولون: بل جاور معبد بن زرارة فأجاره، فجرّ جواره يوم رحرحان، وجرّ يوم رحرحان يوم جبلة. وطلبه الأسود ابن المنذر بخفرته(٦).
  / فلمّا بلغه نزوله ببني دارم أرسل فيه إليهم أن يسلموه فأبوا. فقال يمنّ على بني قطن بن نهشل بن دارم بما كان من النّعمان بن المنذر في أمر بني رشيّة وهي رميلة حين طلبهم من لقيط بن زرارة حتى استنقذهم. ورشيّة أمة كانت لزرارة(٧) بن عدس بن زيد المجاشعيّ، فوطئها رجل من بني نهشل فأولدها؛ وكان زرارة يأتي بني نهشل يطلب الغلمة التي ولدت، وولدت الأشهب بن رميلة والرّباب بن رميلة وغيرهما، وكانوا يسمعونه ما يكره، فيرجع إلى ولده فيقول: أسمعني بنو عمّي خيرا وقالوا: سنبعث بهم إليك عاجلا، حتى مات زرارة. فقام لقيط ابنه بأمرهم؛ فلمّا أتاهم أسمعوه ما كره، ووقع بينهم شرّ. فذهب النهشليّ إلى الملك فقال: أبيت اللَّعن! لا تصلني
(١) الثنايا: جمع ثنية وهي طريق العقبة؛ من ذلك قولهم: فلان طلاع الثنايا، وإذا كان ساميا لمعالي الأمور. والمهيع: الطريق الواسع الواضح. والظاهر أنه يريد أن يقول: إننا حملناه من التكاليف ما حملناه فاحتملها، حتى أصبحت سبيله في ذلك سبيلا لمبتغى المجد.
(٢) ذو عاج: واد في بلاد قيس.
(٣) الجوفان (بالضم): أير الحمار. ولعله نبز الفزاريّ بذلك لما كانت تعير به فزارة من أكل الجوفان؛ قال سالم بن دارة:
لا تأمنن فزاريا خلوت به ... على قلوصك واكتبها بأسيار
لا تأمننه ولا تأمن بوائقه ... بعد الذي امتل أير العير في النار
امتله: وضعه في الملة. ويقول فيها:
أطعمتم الضيف جوفانا مخاتلة ... فلا سقاكم إلهي الخالق الباري
(٤) يريد: حارث بن سفيان. والترخيم في غير النداء يأتي في الشعر قليلا.
(٥) كذا في «الأصول». ولعل صوابها: «ذو النائل». والنائل: العطاء.
(٦) الخفرة: (بالضم): الذمة.
(٧) تقدّم في «ترجمة الأشهب بن رميلة» (ج ٩ ص ٢٦٩ من طبعة دار الكتب) أنها كانت أمة لخالد بن مالك بن ربعي ... (فليراجع ما هناك).