يوم شعب جبله
  وجعل لا يمرّ به أحد من الجيش إلَّا قال [له(١)]: أنت واللَّه قتلتنا وشتمتنا(٢). فجعل يقول:
  يا قوم قد أحرقتموني باللَّؤم ... ولم أقاتل عامرا قبل اليوم
  فاليوم إذ قاتلتهم فلا لوم ... تقدّموا وقدّموني للقوم
  شتّان هذا والعناق والنّوم ... والمضجع البارد في ظلّ الدّوم
  وقال شأس بن أبي بليّ(٣) يجيبه:
  لكن أنا قاتلتها قبل اليوم ... إذ كنت لا تعصي أموري في القوم
  وجعل لقيط يقول: من كرّ فله خمسون ناقة، وجعل يقول:
  أكلَّكم يزجركم أرحب(٤) هلا ... ولن تروه الدّهر إلَّا مقبلا
  / يحمل زغفا ورئيسا(٥) حجفلا ... وسائلا في أهله ما فعلا
  وجعل يقول أيضا:
  أشقر(٦) إن لم تتقدّم تنحر ... وإن تأخّر عن هياج تعقر
  ثم عاد يقول:
  إنّ الشواء والنّشيل والرّغف
  / فأجابه شريح بن الأحوص:
  إن كنت ذا صدق فأقحمه الجرف ... وقرّب الأشقر حتى تعترف
  وجوهنا إنّا بنو البيض العطف(٧)
  سقوط لقيط في الموقعة:
  وبينه وبينه جرف منكر، فضرب لقيط فرسه وأقحمه عليه الجرف؛ فطعنه شريح [فسقط(٨)]. وقد اختلفوا في ذلك، فذكروا أنّ الذي طعنه جزء بن خالد بن جعفر، وبنو عقيل تزعم أنّ عوف بن المنتفق العقيليّ قتله يومئذ وأنشأ يقول:
= «ب، س»: «جفف» وهو تحريف.
(١) زيادة عن «النقائض».
(٢) كذا في «النقائض». وفي «الأصول»: «وشاتمتنا».
(٣) راجع الحاشية الثامنة من صفحة ١٤٠ المتقدّمة.
(٤) في «الأصول»: «رحب هلا». والتصويب من «النقائض»، وفيها: «أكلهم يزجره». وأرحب وهلا: مما تزجر به الخيل؛ يقال للخيل: أرحب وأرحبي أي توسعي وتباعدي وتنحي. وهلا أي اسكني وقري.
(٥) كذا في «ج». وفي «سائر الأصول»: «ربيا» بدل «رئيسا». ورواية هذا الشطر في «النقائض»:
يقود جيشا ورئيسا جحفلا
وليس فيها الشطر الأخير. والزغف والزغفة (وتحرك الغين فيهما): الدرع المحكمة أو اللينة، والجمع الزغف (بالفتح) كالواحد.
(٦) أشقر: اسم فرسه يخاطبه.
(٧) العطف: جمع عطوف، وهو وصف من عطف عليه يعطف عطفا إذا رجع عليه بما يكره أوله بما يريد.
(٨) زيادة عن «النقائض».