كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 99 - الجزء 11

  ظلَّت تلوم لما بها عرسي⁣(⁣١) ... جهلا وأنت حليمة أمس

  إن تقتلوا بكري وصاحبه ... فلقد شفيت بسيفه نفسي

  فقتلته في الشّعب أوّل فارس⁣(⁣٢) ... في الشّرق قبل ترحّل الشمس

  فزعموا أن عوفا هذا قتل يومئذ ستّة نفر، وقتل ابن له وابن أخ له. وأمّ العلماء فلا يشكَّون أن شريحا قتله، وارتثّ وبه طعنات - والارتثاث أن يحمل وهو مجروح، فإن حمل ميّتا فليس بمرتثّ - فبقي يوما ثم مات. فجعل لقيط يقول عند موته:

  يا ليت شعري عنك دختنوس ... إذا أتاك الخبر المرسوس⁣(⁣٣)

  أتحلق القرون أم تميس ... لا بل تميس إنّها عروس

  دختنوس بنت لقيط بن زرارة، وكانت تحت عمرو بن عمرو بن عدس. وجعلت بنو عبس⁣(⁣٤) يضربونه وهو ميّت، فقالت دختنوس:

  شعر لدختنوس في أبيها:

  ألا يا لها الويلات ويلات من بكى ... لضرب بني عبس لقيطا وقد قضى

  لقد ضربوا وجها عليه مهابة ... وما تحفل⁣(⁣٥) الصّمّ الجنادل من ردى

  فلو أنّكم كنتم غداة لقيتم ... لقيطا صبرتم⁣(⁣٦) للأسنّة والقنا

  غدرتم ولكن كنتم مثل خضّب⁣(⁣٧) ... أصاب⁣(⁣٨) لها القنّاص من جانب الشّرى

  فما ثأره فيكم ولكنّ ثأره ... شريح وأردته الأسنّة إذ هوى⁣(⁣٩)

  فإن تعقب الأيّام من عامر يكن⁣(⁣١٠) ... عليهم حريقا لا يرام إذا سما

  ليجزيهم⁣(⁣١١) بالقتل قتلا مضعّفا ... وما في دماء الحمس يا مال من بوا⁣(⁣١٢)


(١) العرس: الزوجة. وفي البيت التفات من الغيبة إلى الخطاب.

(٢) وردت هذه الكلمة في «الأصول» محرفة، ففي «ب، س»: «فقتله في الشعب وافرسي» وفي «أ، م»: «في الشعر كي وفارس» وفي «ج»: «أو فارس» والتصويب من «النقائض».

(٣) المرسوس: اسم مفعول من قولهم: رس له الخبر إذا ذكره له.

(٤) في «الأصول»: «بنو عامر» والتصويب من «النقائض»، ويؤيده ما في الشعر الذي بعده.

(٥) في «ب، س، ج»: «وما تحمل الضيم الجنادل». وفي «أ، م»: «وما يحمل الصم الجنادل» والتصويب من «النقائض». وردى هنا:

رمى.

(٦) كذا في «النقائض». وفي «الأصول»: «ضربتم بالأسنة». وجواب «لو» محذوف، أي لأصابكم منا القتل الذريع.

(٧) الخضب: النعام. والظليم الخاضب: الذي احمرت ساقاه من أكل الربيع.

(٨) في «الأصول»: «أضاءت». والتصويب من «النقائض»؛ وفيها: «أصاب له». وأصاب هنا: سقط ونزل ضد أصعد. والشرى:

موضع.

(٩) في «الأصول»: «أأردته الأسنة أو هوى». والتصويب من «النقائض».

(١٠) كذا في «النقائض» في «الأصول»: ... من فارس تكن. عليكم ...».

(١١) في «ب، س»: «ليجزيكم».

(١٢) البواء (بالمد، وقصر هنا للشعر): السواء والتكافؤ؛ يقال فلان بواء فلان إذا كان كفؤه إذا قتل به.