كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 100 - الجزء 11

  ولو قتلتنا غالب كان قتلها ... علينا من العار المجدّع للعلا

  لقد صبرت كعب وحافظت ... كلاب وما أنتم هناك لمن رأى

  وقالت دختنوس أيضا:

  لعمري لئن لاقت من الشرّ⁣(⁣١) دارم ... عناء لقد آبت حميدا ضرابها

  / فما جبنوا بالشّعب إذ صبرت لهم ... ربيعة يدعى كعبها وكلابها

  / عصوا⁣(⁣٢) بسيوف الهند واعتكرت لهم⁣(⁣٣) ... براكاء موت لا يطير غرابها

  براكاء: مباركة القتال وهو الجدّ في القتال. يقال للرجل إذا وقع في خطب لا يطير غرابه⁣(⁣٤). وقالت دختنوس:

  بكر النّعيّ بخير خن ... دف كهلها وشبابها

  وبخيرها نسبا إذا ... عدّت إلى أنسابها

  فرّت⁣(⁣٥) بنو أسد حرو⁣(⁣٦) ... د الطير عن أربابها

  لم يحفلوا نسبا ولم ... يلووا لفيء عقابها⁣(⁣٧)

  من قتل في الموقعة ومن نجا وأخبارهم:

  وقتل يومئذ قريظ بن معبد بن زرارة، وزيد بن عمرو بن عدس قتله الحارث بن الأبرص بن ربيعة بن عامر بن عقيل، وقتل الفلتان بن المنذر [بن سلمى⁣(⁣٨) بن جندل بن نهشل، وقتل أبو إياس بن حرملة بن جعدة بن العجلان] بن حشورة بن عجب بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان وهو يقول:

  أقدم قطين⁣(⁣٩) إنهم بنو عبس ... المعشر الحلَّة في القوم الحمس


(١) كذا في «النقائض». وفي «الأصول»:

لعمري لقد لاقت من الشق دارم ... عناء وقد آبت حميدا ضرابها

وفي «أ، م»: «من النسق» مكان «من الشق».

(٢) يقال: عصا بالسيف يعصو، وعصى به يعصي (وزان فرح) إذا أخذه أخذ العصا أو ضرب به ضربه بها.

(٣) كذا في «النقائض». واعتكرت: اختلط سوادها واشتد من النقع المثار. وفي بعض الأصول: «واعتقلت». وفي بعضها:

«واعتلقت».

(٤) ظاهر أن في العبارة حذفا من النساخ. ومقتضى السياق أن تكون العبارة هكذا: «يقال للرجل إذا وقع في ضيق شديد: وقع فلان من خطب لا يطير غرابه».

(٥) في «الأصول»: «قرت» والتصويب من «النقائض».

(٦) كذا في «النقائض». والحرود: التنحي. وقد وردت هذه الكلمة في «الأصول» محرفة؛ ففي بعض الأصول: «وخر الطير». وفي بعضها: «وجزء الطير» وفي بعضها: «وخرء الطير».

(٧) كذا ورد هذا البيت في «النقائض». وورد في «الأصول» محرفا هكذا:

لم يجعلوا كسبا ولم ... يأذوا لفيء عقابها

ولعل المراد بالعقاب هنا: الراية.

(٨) التكملة من «النقائض».

(٩) في «النقائض»: «أقدم قطيب». ومن أسماء خيلهم «قطيب» مكبرا ومصغرا، كما في «القاموس». وفي كتاب «أسماء خيل العرب وفرسانها» «صدام» وذكر هذا البيت.