كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يوم شعب جبله

صفحة 101 - الجزء 11

  / الحلَّة⁣(⁣١): لم يكونوا يتشدّدون في دينهم. قال: واستلحم⁣(⁣٢) [عمرو بن] حسحاس⁣(⁣٣) بن وهب بن أعياء بن طريف الأسديّ، فاستنقذه [معقل بن] عامر بن موءلة فداواه وكساه. فقال معقل في ذلك:

  يديت⁣(⁣٤) على ابن حسحاس بن وهب ... بأسفل ذي الجذاة يد الكريم

  قصرت له من الدّهماء لمّا ... شهدت وغاب من له من حميم⁣(⁣٥)

  ولو أنّي أشاء لكنت منه ... مكان الفرقدين من النّجوم

  أخبّره بأن الجرح يشوي ... وأنّك فوق عجلزة جموم⁣(⁣٦)

  يقول: إن الجرح الذي بك شوّى لم يصب منك مقتلا -

  ذكرت تعلَّة الفتيان يوما ... وإلحاق الملامة بالمليم

  قال: وحمل معاوية بن يزيد⁣(⁣٧) الفزاريّ فأخذ كبشة بنت الحجّاج بن معاوية بن قشير، وكانت عند مالك بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، فحمل معاوية بن خفاجة أخو⁣(⁣٨) مالك على معاوية بن يزيد فقتله واستنقذ كبشة، وقال: يا بني عامر، إنهم / يموتون، وقد كان⁣(⁣٩) قيل لهم إنهم لا يموتون. ونزل حسّان بن عامر⁣(⁣١٠) بن الجون وصاح: يا آل كندة! فحمل عليه شريح بن الأحوص؛ فاعترض دون ابن الجون رجل من كندة يقال له حوشب، فضربه شريح بن الأحوص في رأسه فانكسر السيف فيه، فخرج يعدو بنصف⁣(⁣١١) السيف وكان مما رعب⁣(⁣١٢) الناس مكانه. وشدّ طفيل بن مالك بن جعفر فأسر حسّان بن الجون، وشدّ عوف بن الأحوص على معاوية بن الجون فأسره وجزّ ناصيته وأعتقه على الثواب، فلقيته بنو عبس، فأخذه قيس بن زهير فقتله. فأتاهم عوف فقال: قتلتم طليقي فأحيوه أو ائتوني بملك مثله. فتخوّفت بنو عبس شرّه وكان مهيبا، فقالوا: أمهلنا.

  فانطلقوا حتى أتوا أبا براء عامر بن مالك بن جعفر يستغيثونه على عوف، فقال: دونكم سلمى بن مالك فإنه نديمه / وصديقه - وكانا مشتبهين أحمرين⁣(⁣١٣) أشقرين ضخمة أنوفهما، وكان في سلمى حياء -


(١) عبارة «النقائض»: «الحمس قريش وما ولدت من قبائل العرب يتشدّدون في دينهم، والحلة لم يكونوا كذلك».

(٢) استحلم الرجل (بالبناء للمجهول): روهق في القتال واحتوشه العدوّ.

(٣) في «الأصول»: «واستحلم حسحاس بن مرة بن أعياء ...» والتكملة والتصويب من «النقائض»، ويؤيده الشعر الذي بعده.

(٤) يديت: اتخذت عنده يدا، والأكثر في اتخاذ اليد أن يقال أيديت بالألف؛ أما يديت فقليل. ويقال يديت فلانا إذا أصبت يده؛ وهذا مطرد في سائر الأعضاء. وذو الجذاة (بفتح الجيم وكسرها كما في كتاب «معجم ما استعجم» للبكري): موضع.

(٥) كذا في النقائض. وفي ج: «من لك من حميم». وفي أ، م: «من كد حميم». وفي «س»: «على كر الحميم». وفي «ب»: «من كرمن حميم» وفي «معجم البلدان» (في كلامه على الجداة بالجيم والدال المهملة): «عن دار الحميم».

(٦) العجلزة (بكسر العين واللام لهجة قيس، وبفتحهما لهجة تميم): الشديدة الخلق القوية، توصف بها النوق والخيل، وفي الخيل أعرف. والجموم من الخيل: الذي إذ ذهب منه إحضار جاءه إحضار، يوصف به المذكر والمؤنث.

(٧) في «النقائض»: «بدر» بدل «يزيد».

(٨) في «الأصول»: «أبو مالك». والتصويب من «النقائض».

(٩) عبارة «النقائض»: «يا بني عامر إنهم يموتون. أحمد: وقد يروى أنه قال إنهم لا يموتون».

(١٠) في «النقائض»: «عمرو».

(١١) في «النقائض»: «بقصدة السيف».

(١٢) في «الأصول»: «رغب الناس» بالغين المعجمة. والتصويب من «النقائض».

(١٣) كذا في «النقائض». وفي «بعض الأصول»: «أخوين أشعرين». وفي بعضها: «أحويين أشعرين».