كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب عمرو بن شأس وأخباره

صفحة 134 - الجزء 11

  تذكَّرتها وهنا وقد حال دونها ... رعان وقيعان بها الزّهر والشجر⁣(⁣١)

  فكنت كذات البوّ⁣(⁣٢) لما تذكَّرت ... لها ربعا حنّت لمعهده سحر

  حفاظا ولم تنزع هراي أثيمة ... كذلك شأوا المرء يخلجه القدر

  قال ابن الأعرابيّ: الأثيمة الفعيلة من الإثم، وهي مرفوعة بفعلها، كأنه قال: [لم] تنزع الأثيمة هواي. تخلجه:

  تصرفه. شأوه: همّه ونيّته. قال وقال فيها أيضا:

  /

  ألم تعلمي يا أمّ حسّان أنني ... إذا عبرة نهنهتها⁣(⁣٣) فتخلت

  رجعت إلى صدر كجرّة حنتم⁣(⁣٤) ... إذا قرعت صفرا من الماء صلَّت

  خبر ابنه عرار مع عبد الملك حين جاءه رسولا من قبل الحجاج:

  / أخبرني إسماعيل بن يونس قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق بن محمد بن سلَّام، وأخبرني إبراهيم بن أيوب عن ابن قتيبة قال قال ابن سلَّام:

  لمّا قتل الحجاج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بعث برأسه مع عرار بن عمرو بن شأس الأسديّ، فلمّا ورد به وأوصل كتاب الحجاج، جعل عبد الملك يعجب من بيانه وفصاحته مع سواده، فقال متمثّلا:

  وإنّ عمرارا إن يكن غير واضح ... فإنّي أحبّ الجون ذا المنكب العمم

  فضحك عرار من قوله ضحكا غاظ عبد الملك؛ فقال له: ممّ ضحكت ويحك قال: أتعرف عرارا يا أمير المؤمنين الذي قبل فيه هذا الشعر؟! قال لا. قال: أنا واللَّه هو. فضحك عبد الملك ثم قال: حظَّ وافق كلمة، وأحسن جائزته وسرّحه.

  قال شعرا في قتل ملك من غسان يقال له عديّ:

  وقال الطوسيّ: أغار ملك من ملوك غسّان يقال له عديّ وهو ابن أخت الحارث بن أبي شمر الغسّانيّ علي بني أسد، فلقيته بنو سعد بن ثعلبة بن دودان بالفرات ورئيسهم ربيعة بن حذار⁣(⁣٥)، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتلت بنو سعد عديّا، اشترك في قتله عمرو وعمير ابنا حذار أخوا ربيعة، وأمّهما امرأة من كنانة يقال لها تماضر إحدى بني فرّاس بن غنم وهي التي يقال لها مقيّدة الحمار. فقالت فاختة بنت عديّ:

  /

  لعمرك ما خشيت على عديّ ... رماح بني مقيّدة الحمار

  ولكنّي خشيت على عديّ ... رماح الجنّ أو إيّاك حار


(١) الوهن: نحو نصف الليل، أو بعد ساعة منه، أو هو حين يدبر الليل، ومثله الموهن. ورعان: جمع رعن (بالفتح) وهو أنف يتقدم الجبل، والجبل الطويل. والقيعان جمع قاع، وهو أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الجبال والآكام.

(٢) البوّ: جلد ولد الناقة أو البقرة يحشى تبنا أو نحوه ثم يقرب إلى أمه فتعطف عليه وتدر. والربع (بضم ففتح): الفصيل يسج في الربيع وهو أول انتاج، فإن نتج في آخره فهو هبع (بضم وفتح).

(٣) العبرة: الدمعة قبل أن تفيض. ونهنهتها: كففتها.

(٤) في «الأصول»:

... إلى صبر كطسة خنتم»

والتصويب من «اللسان» (في مادة حنتم). والحنتم: جرار خضر تضرب إلى الحمرة.

وصلت: صوّتت.

(٥) وقيل في ضبطه إنه ككتاب.