كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

شعر ليلى ونسبها وخبر توبة بن الحمير معها

صفحة 139 - الجزء 11

  ألا يا ليل أخت بني عقيل ... أنا الصّحميّ إن لم تعرفيني

  دعتني دعوة فحجزت⁣(⁣١) عنها ... بصكَّات رفعت بها يميني

  فإن تك غيرة أبرئك منها ... وإن تك قد جننت فذا جنوني⁣(⁣٢)

  سألها الحجاج هل كان بينها وبين توبة ريبة وجوابها له:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا رشد⁣(⁣٣) بن خنتم الهلاليّ قال حدّثني أيّوب بن عمرو عن رجل يقال له ورقاء قال:

  سمعت الحجّاج يقول لليلى الأخيليّة: إنّ شبابك قد ذهب، واضمحلّ أمرك وأمر توبة؛ فأقسم عليك إلَّا صدقتني، هل كانت بينكما ريبة قطَّ أو خاطبك في ذلك قطَّ؟ فقالت: لا واللَّه أيّها الأمير إلا أنّه قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننت أنه قد خضع فيها لبعض الأمر، فقلت له.

  وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ... فليس إليها ما حييت سبيل

  لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ... وأنت لأخرى فارغ وحليل⁣(⁣٤)

  / فلا واللَّه ما سمعت منه ريبة بعدها حتى فرّق بيننا الموت. قال لها الحجاج: فما كان منه بعد ذلك؟

  قالت: وجّه صاحبا له إلى حاضرنا فقال: إذا أتيت الحاضر من بني عبادة بن عقيل فاعل شرفا ثم اهتف بهذا البيت:

  عفا اللَّه عنها هل أبيتنّ ليلة ... من الدهر لا يسري إليّ خيالها

  فلمّا فعل الرجل ذلك عرفت المعنى فقلت له:

  /

  وعنه عفا ربّي وأحسن حفظه⁣(⁣٥) ... عزيز علينا حاجة لا ينالها

  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء، وهو أجمع في قصيدة توبة.

  نأتك بليلى دارها لا تزورها

  صوت

  حمامة بطن الواديين ترنّمي ... سقاك من الغرّ الغوادي مطيرها

  أبيني لنا لا زال ريشك ناعما ... ولا زلت في خضراء دان بريرها⁣(⁣٦)


(١) حجزت: كففت ودفعت.

(٢) في «ج»: «فذو جنون». وكلا الرسمين يستقيم به المعنى. ومعنى البيت: إن كان ما حملك على ضرب زوجك غيره فأنا أشفيك منها، وإن كان جنونا فأنا ذو جنون يغلب جنونك، أو فهذا الذي رأيته مني جنوني. وفي «مختار الأغاني»: «فذق جنوني».

(٣) لم نعثر على ضبط هذا الاسم، وقد سموا رشدا (بضم فسكون) ورشدا (بالتحريك).

(٤) في «بعض الأصول»: «وخليل». وفي كتاب «الأمالي» لأبي علي القالي (ج ١ ص ٨٨ طبع مطبعة دار الكتب المصرية): «صاحب» بدل «فارغ». وحليل المرأة زوجها، وهي حليلته، لأن كليهما يحال الآخر أي يكون معه في محل واحد.

(٥) في «الأمالي»:

... وأحسن حاله ... فعزت ... «

(٦) في «الأمالي»: «غض نضيرها». والبرير: ثمر الأراك.