شعر ليلى ونسبها وخبر توبة بن الحمير معها
  وأشرف بالقوز اليفاع(١) لعلَّني ... أرى نار ليلى أو يراني بصيرها(٢)
  وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها
  عليّ دماء البدن(٣) إن كان بعلها ... يرى لي ذنبا غير أنّي أزورها
  وأنّي إذا ما زرتها قلت يا اسلمي ... وما كان في قولي اسلمي ما يضيرها
  / وغيّرني(٤) إن كنت لمّا تغيّري ... هواجر تكتنّينها(٥) وأسيرها
  وأدماء(٦) من سرّ المهاري كأنّها ... مهاة صوار(٧) غير ما مسّ كورها
  قطعت بها أجواز كلّ تنوفة ... مخوف رداها كلَّما استنّ مورها(٨)
  ترى ضعفاء القوم فيها كأنّهم ... دعاميص(٩) ماء نشّ(١٠) عنها غديرها
  غنّى في الأربعة الأبيات الأول فليح بن أبي العوراء ثاني ثقيل بالبنصر عن عمرو. وغنّى في الثالث والرابع ابن سريح رملا بالوسطى عن الهشاميّ وعليّ بن يحيى المنجّم، وذكر غيرهما أنه لمحمد بن إسحاق بن عمرو بن بزيع.
  وغنّى فيها الهذليّ ثقيلا أوّل بالبنصر عن حبش. وغنّى ابن محرز في «عليّ دماء البدن» والذي بعده خفيف رمل بالبنصر عن عمرو. وعن ابن مسجح في:
  وغيّرني إن كنت لمّا تغيّري
  وما بعده لحن ذكر أنّ عبد اللَّه بن جعفر روّاه الأبيات وأمره أن يغنّي بها، أخبرني بذلك إسماعيل بن يونس الشّيعيّ عن عمر بن شبّة عن إسحاق الموصليّ عن ابن الكلبيّ في خبر قد ذكرته في أخبار ابن مسجح(١١)، وذكر الهشاميّ أن اللحن ثقيل أوّل بالوسطى.
  رأي الأصمعيّ فيما تضمنه شعر لتوبة:
(١) كذا في «ج». والقوز: الكثيب من الرمل. واليفاع: المشرف. وفي «بعض الأصول» «بالغور» بالغين المعجمة، وفي بعضها الآخر «بالفور» بالفاء وهو تصحيف.
(٢) أي أو يراني البصير المجاور للنار، فأضاف البصير إلى النار لهذه المناسبة. وظاهر أنه يريد بالبصير ليلى.
(٣) البدن (بالضم، وبضمتين أيضا): جمع بدنة (بالتحريك) وهي الناقة أو البقرة تسمن وتذبح بمكة.
(٤) تقدّمت هذه الأبيات الأربعة التي أوّلها هذا البيت في «الأغاني» (ج ٣ ص ٢٨٠ من هذه الطبعة).
(٥) وردت هذه الكلمة محرفة ها هنا في «الأصول»، والتصويب مما تقدّم في الجزء الثالث وكتاب «منتهى الطلب من أشعار العرب».
(٦) الأدمة في الإبل: لون مشرب سوادا أو بياضا أو هو البياض الواضح. والمهاري: جمع مهرية وهي إبل منسوبة إلى مهرة بن حيدان أبي حي من العرب، وقيل: هي منسوبة إلى بلد. وقال الأزهري: هي نجائب تسبق الخيل. وسرها: محضها وأفضلها. وفي «أكثر الأصول» هنا: «من حر المهاري» وما أثبتناه هو ما في «ج» والرواية فيما تقدّم. وفي كتاب «منتهى الطلب من أشعار العرب»: «من سر الهجان».
(٧) كذا في «ج» و «منتهى الطلب» والرواية فيما تقدّم. وفي «سائر الأصول»: «مهاة صحار». والمهاة: البقرة الوحشية. والصوار:
قطيع البقر.
(٨) أجواز: جمع جوز، وجوز كل شيء وسطه. والتنوفة: الفلاة التي لا ماء فيها. واستن: هاج وثار. والمور: الغبار تثيره الرياح.
(٩) الدعاميص: دود أسود يكون في الغدران إذا نشّت.
(١٠) كذا في «ج» و «منتهى الطلب» وفيما تقدّم. وفي «سائر الأصول» هنا: «جف». ونش: يبس ونضب.
(١١) راجع الجزء الثالث صفحة ٢٨٠ من هذه الطبعة.