كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

شعر ليلى ونسبها وخبر توبة بن الحمير معها

صفحة 147 - الجزء 11

  طباه⁣(⁣١) برجلة البقّار برق ... فبات الليل منتصبا يشيم

  فبينا ذاك إذ هبطت عليه ... دلوح⁣(⁣٢) المزن واهية هزيم

  تهبّ لها الشّمال فتمتريها⁣(⁣٣) ... ويعقبها بنافحة نسيم

  يكبّ⁣(⁣٤) إذا الرّذاذ جرى عليه ... كما يصغي⁣(⁣٥) إلى الآسي الأميم

  إذا ما قال أقشع جانباه ... نشت⁣(⁣٦) من كلّ ناحية غيوم

  فأشعر⁣(⁣٧) ليلة أرقا وقرّا ... يسهّره كما أرق السليم

  / ألا من يشتري رجلا برجل ... تخوّنها السّلاح فما تسوم⁣(⁣٨)

  / تلومك في القتال بنو عقيل ... وكيف قتال أعرج ولا يقوم

  ولو كنت القتيل وكان حيّا ... لقاتل لا ألفّ⁣(⁣٩) ولا سئوم

  ولا جثّامة⁣(⁣١٠) ورع هيوب ... ولا ضرع إذا يمسي⁣(⁣١١) جثوم

  قال: ثم إنّ خفاجة رهط توبة جمعوا لبني عوف بن عامر عقيل الذين قتلوا توبة، فلمّا بلغهم الخبر لحقوا ببني الحارث بن كعب، ثم افترقت بنو خفاجة. فلمّا بلغ ذلك بني عوف رجعوا، فجمعت لهم بنو خفاجة أيضا قبائل عقيل. فلمّا رأت كذلك بنو عوف بن عامر بن عقيل لحقوا بالجزيرة فنزلوها؛ وهم رهط إسحاق بن مسافر بن ربيعة بن عاصم بن عمرو بن عامر بن عقيل. ثمّ إنّ بني عامر بن صعصعة صاروا في أمرهم إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فقالوا: ننشدك⁣(⁣١٢) اللَّه أن تفرّق جماعتنا،


= والصريم هنا: القطعة المنقطعة من معظم الرمل، ومثله الصريمة. ويحتمل أنه يريد مكانا بعينه.

(١) طباه هنا: دعاه أو قاده. ورجلة البقار: موضع. ويشيم: ينظر.

(٢) الدلوح من السحاب: كثيرة الماء. والمزن: السحاب أو أبيضه أو ذو الماء. الواهية من السحاب: التي تنبثق بالماء انبثاقا شديدا.

وهزيم هنا: تنبعج بالماء لا تستمسك.

(٣) تمتريها: تحتلبها أي تنزل ماءها. والنافحة: وصف من نفحت الريح إذا هبت.

(٤) كذا في «منتهى الطلب». وفي «الأصول»: «يلث إذا الرباب» وفي «ج»: «الرثاث» بمثلثة بدل «الرباب» وكله تحريف. ويكب: يريد أنه يطأطئ رأسه.

(٥) كذا في «ج». و «منتهى الطلب» ويصغى يميل. وفي «أكثر الأصول» «يصفي» بالفاء وهو تصحيف. والآسي: الطبيب. والأميم: المشجوج في أم رأسه أي دماغه. يصف الجأب بأنه يميل رأسه إذا جرى ماء المطر عليه كما يفعل مشجوج الرأس حين يميل رأسه للطبيب.

(٦) نشت: أصله نشأت، سهلت الهمزة ثم حذفت لالتقاء الساكنين.

(٧) أي جعل القر والأرق شعارا له في ليلة. ويجوز أن يرفع «ليلة» على أن يجعل الأرق والقر شعارا له تجوزا في الإسناد، كما يقال نهار فلان صائم، وليله قائم. والسليم: اللديغ.

(٨) تخوّنها: تنقصها وغيّر حالها. والسوم هنا: سرعة المر.

(٩) الألف هنا: الثقيل الكثير اللحم، وهو عيب في الرجال دون النساء. والألف أيضا المقرون الحاجبين وهو غير مراد هنا. وسئوم:

ملول.

(١٠) الجثامة هنا: النؤوم الذي لا ينهض للكارم أو البليد، والجثامة أيضا: السيد الحليم وهو غير مراد هنا. والورع: الجبان والصغير الضعيف لا غناء عنده. والضرع (بالتحريك): الضعيف والجبان، يستوي فيه المفرد والجمع؛ والضرع (بالكسر): المتذلل الخاضع. والجثوم: الذي يلزم مكانه فلا يبرح، والذي يتلبد بالأرض.

(١١) كذا في «ج» و «منتهى الطلب». وفي «سائر الأصول»: «يمشي» بالشين المعجمة، وهو تصحيف.

(١٢) أي نسألك باللَّه أن تتلافى تفرق جماعتنا. يقال: نشدتك اللَّه وباللَّه أي سألتك واستحلفتك باللَّه.