كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الأقيشر وأخباره

صفحة 179 - الجزء 11

  /

  أأحصيت الصلاة أيا هشاما⁣(⁣١) ... فذاك مكدّر الأخلاق جبس⁣(⁣٢)

  / تعوّد أن يلام فليس يوما ... بحامده من⁣(⁣٣) الأقوام إنس

  قال: فضحك هشام⁣(⁣٤) وقال: بلى قد أخبرتنا يا أبا معرض، فانصرف راشدا.

  استنشد قتيبة بن مسلم مرداس بن جذام شعره في قدامة بن جعدة:

  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي عبيدة قال:

  قدم رجل من بني سلول على قتيبة بن مسلم بكتاب عامله على الريّ وهو المعلَّى بن عمرو المحاربيّ، فرآه⁣(⁣٥) على الباب قدامة بن جعدة بن هبيرة المخزوميّ وكان صديقا لقتيبة، فدخل عليه فقال له: ببابك ألأم العرب، سلوليّ رسول محاربيّ إلى باهليّ. فتبسّم قتيبة تبسّما فيه غيظ. وكان قدامة بن جعدة يتّهم بشرب الخمر، وكان الأقيشر ينادمه. فقال قتيبة: ادعوا لي مرداس بن جذام الأسديّ فدعي. فقال له: أنشدني ما قال الأقيشر في قدامة بن جعدة وهو بالحيرة. فأنشده [قوله⁣(⁣٦)]:

  ربّ ندمان كريم ماجد ... سيّد الجدّين من فرعي مضر

  قد سقيت الكأس حتى هرّها⁣(⁣٧) ... لم يخالط صفوها منه كدر

  قلت قم صلّ فصلَّى قاعدا ... تتغشّاه سمادير⁣(⁣٨) السّكر

  قرن الظَّهر مع العصر كما ... تقرن الحقّة⁣(⁣٩) بالحقّ الذّكر

  / ترك الفجر فما يقرؤها ... وقرا الكوثر من بين السّور

  قال: فتغيّر لون القرشيّ⁣(⁣١٠) وخجل. فقال له قتيبة: هذه بتلك، والبادئ أظلم.

  استنشده عبد الملك أبياته في الخمر وحاوره فيها:

  أخبرني الأخفش عن محمد بن الحسن⁣(⁣١١) بن الحرون قال حدّثنا الكسرويّ⁣(⁣١٢) عن الأصمعيّ قال:

  قال عبد الملك للأقيشر: أنشدني أبياتك في الخمر، فأنشده قوله:


= صلاة النسك بالضحاء تكون حين نقوم بشؤوننا في الحياة.

(١) كذا في «ج». وفي: «سائر الأصول»: «أبا هشام».

(٢) في «الأصول»: «حبس». والحبس: الجامد الثقيل الروح، والفاسق، والجبان، واللئيم. ولعله يعرّض بشخص آخر.

(٣) كذا في «أ، م». وفي «سائر الأصول»: «إلى الأقوام».

(٤) في «كل الأصول» هنا: «هشام».

(٥) في «الأصول» ما عدا «ج»: «فرأى» وهو تحريف.

(٦) زيادة عن «ج».

(٧) هرها: كرهها. ووردت هذه الكلمة في «الأصول» محرفة، ففي بعضها «هرما». وفي بعضها «مرها».

(٨) السمادير هنا: شيء يتراءى للإنسان من ضعف بصره عند السكر.

(٩) الحقة من الإبل: الداخلة في السنة الرابعة.

(١٠) كذا في «الأصول». ولعل صوابه «المخزومي» فإنه كذلك تقدم، وإن كان بنو مخزوم من قريش.

(١١) راجع الحاشية رقم ٤ صفحة ٢٦ من الجزء الثاني من طبعة دار الكتب المصرية.

(١٢) في «أكثر الأصول»: «السكري» والتصويب من «ج». (وراجع الحاشية رقم ٥ صفحة ٢٦ ج ٢ من طبعة دار الكتب المصرية).