ذكر الأقيشر وأخباره
  /
  أأحصيت الصلاة أيا هشاما(١) ... فذاك مكدّر الأخلاق جبس(٢)
  / تعوّد أن يلام فليس يوما ... بحامده من(٣) الأقوام إنس
  قال: فضحك هشام(٤) وقال: بلى قد أخبرتنا يا أبا معرض، فانصرف راشدا.
  استنشد قتيبة بن مسلم مرداس بن جذام شعره في قدامة بن جعدة:
  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد عن أبي عبيدة قال:
  قدم رجل من بني سلول على قتيبة بن مسلم بكتاب عامله على الريّ وهو المعلَّى بن عمرو المحاربيّ، فرآه(٥) على الباب قدامة بن جعدة بن هبيرة المخزوميّ وكان صديقا لقتيبة، فدخل عليه فقال له: ببابك ألأم العرب، سلوليّ رسول محاربيّ إلى باهليّ. فتبسّم قتيبة تبسّما فيه غيظ. وكان قدامة بن جعدة يتّهم بشرب الخمر، وكان الأقيشر ينادمه. فقال قتيبة: ادعوا لي مرداس بن جذام الأسديّ فدعي. فقال له: أنشدني ما قال الأقيشر في قدامة بن جعدة وهو بالحيرة. فأنشده [قوله(٦)]:
  ربّ ندمان كريم ماجد ... سيّد الجدّين من فرعي مضر
  قد سقيت الكأس حتى هرّها(٧) ... لم يخالط صفوها منه كدر
  قلت قم صلّ فصلَّى قاعدا ... تتغشّاه سمادير(٨) السّكر
  قرن الظَّهر مع العصر كما ... تقرن الحقّة(٩) بالحقّ الذّكر
  / ترك الفجر فما يقرؤها ... وقرا الكوثر من بين السّور
  قال: فتغيّر لون القرشيّ(١٠) وخجل. فقال له قتيبة: هذه بتلك، والبادئ أظلم.
  استنشده عبد الملك أبياته في الخمر وحاوره فيها:
  أخبرني الأخفش عن محمد بن الحسن(١١) بن الحرون قال حدّثنا الكسرويّ(١٢) عن الأصمعيّ قال:
  قال عبد الملك للأقيشر: أنشدني أبياتك في الخمر، فأنشده قوله:
= صلاة النسك بالضحاء تكون حين نقوم بشؤوننا في الحياة.
(١) كذا في «ج». وفي: «سائر الأصول»: «أبا هشام».
(٢) في «الأصول»: «حبس». والحبس: الجامد الثقيل الروح، والفاسق، والجبان، واللئيم. ولعله يعرّض بشخص آخر.
(٣) كذا في «أ، م». وفي «سائر الأصول»: «إلى الأقوام».
(٤) في «كل الأصول» هنا: «هشام».
(٥) في «الأصول» ما عدا «ج»: «فرأى» وهو تحريف.
(٦) زيادة عن «ج».
(٧) هرها: كرهها. ووردت هذه الكلمة في «الأصول» محرفة، ففي بعضها «هرما». وفي بعضها «مرها».
(٨) السمادير هنا: شيء يتراءى للإنسان من ضعف بصره عند السكر.
(٩) الحقة من الإبل: الداخلة في السنة الرابعة.
(١٠) كذا في «الأصول». ولعل صوابه «المخزومي» فإنه كذلك تقدم، وإن كان بنو مخزوم من قريش.
(١١) راجع الحاشية رقم ٤ صفحة ٢٦ من الجزء الثاني من طبعة دار الكتب المصرية.
(١٢) في «أكثر الأصول»: «السكري» والتصويب من «ج». (وراجع الحاشية رقم ٥ صفحة ٢٦ ج ٢ من طبعة دار الكتب المصرية).