كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر الأقيشر وأخباره

صفحة 184 - الجزء 11

  فسرنا إلى قنّين يوما وليلة ... كأنّا بغايا ما يسرن إلى بعل

  إذا ما نزلنا لم نجد ظلّ ساحة ... سوى يابس الأنهار⁣(⁣١) أو سعف النخل

  مررنا على سوراء نسمع جسرها ... يئطَّ⁣(⁣٢) نقيضا عن سفائنه الفضل⁣(⁣٣)

  فلمّا بدا جسر السّراة وأعرضت ... لنا سوق فرّاغ الحديث إلى شغل

  نزلنا إلى ظلّ ظليل وباءة⁣(⁣٣) ... حلال برغم القلطمان⁣(⁣٤) وما نفل⁣(⁣٥)

  يشارطه⁣(⁣٦) من شاء كان بدرهم ... عروسا بما بين السّبيئة⁣(⁣٣) والنّسل

  فأتبعت رمح السّوء سمية⁣(⁣٣) نصله ... وبعت حماري واسترحت من الثّقل

  / تقول ظبايا قل قليلا ألا ليا ... فقلت لها إصوي فإنّي على رسل⁣(⁣٧)

  مهرت⁣(⁣٨) لها جرديقة فتركتها ... بمرها كطرف العين شائلة الرّجل

  مما يغنى فيه من شعره:

  ومما يغنّى فيه من شعر الأقيشر:

  صوت

  لا أشربن⁣(⁣٩) أبدا راحا مسارقة⁣(⁣١٠) ... إلَّا مع الغرّ أبناء البطاريق⁣(⁣١١)

  أفنى تلادي وما جمّعت من نشب⁣(⁣١٢) ... قرع القواقيز أفواه الأباريق⁣(⁣١٣)


(١) كذا في «الأصول»!.

(٢) يئط: يصوّت. والنقيض: الصوت مثل صوت المحامل والرحال إذا ثقل عليها الركبان.

(٣) الباءة: النكاح.

(٤) كذا في «الأصول». وأحسب أنها محرفة عن «القلطبان» وهو الديوث الذي لا غيرة له على أهله مثل القرطبان.

(٥) كذا في «الأصول». وأحسب أن صوابه: «وما نغلي» أن تبلغ ما تريد من الباءة وغيرها دون أؤن نعطي ثمنا غاليا. ويجوز أن يكون «وما يغلي» أي لا يطلب القلطبان ثمنا غاليا.

(٦) كذا في «ج». وفي «سائر الأصول»: «بشارطة».

(٧) كذا ورد في هذا البيت في «الأصول». وأحسب أن بعض كلماته نبطيّ أورده الشاعر حكاية لما كان بينه وبين من ظفر بها من بنات النبط من حوار.

(٨) كذا ورد في هذا البيت في «الأصول»!.

(٩) في الشواهد الكبرى للعيني: «لا تشربن» وهي الرواية التي توافق سياق القصيدة؛ إذ قبل هذا البيت:

عليك كل فتى سمح خلائقه ... محض العروق كريم غير ممذوق

ولا تصاحب لئيما فيه مقرفة ... ولا تزورن أصحاب الدوانيق

وأحسب أن ما هاهنا من تغيير المغنين.

(١٠) في حاشية الأمير على مغني اللبيب (في الباب الخامس): «مسردة» وفسر المسردة بالمتوالية.

(١١) الغر هنا: السادة الأشراف؛ يقال رجل أغر إذا كان كريم الأفعال واضحها. والبطاريق: جمع بطريق وهو القائد أو العظيم من الروم. ويقال: إن البطريق عربي وافق العجمي.

(١٢) التلاد: المال القديم من تراث وغيره. والنشب: المال الثابت كالدار ونحوها، أو هو المال الأصيل من الناطق والصامت.

(١٣) القواقيز: ضرب من الرواطيم وهو الكؤوس الصغيرة. وإضافة القرع إلى القواقيز من إضافة المصدر إلى فاعله، وأفواه الأباريق مفعوله. ويروى برفع الأفواه، فيكون المصدر مضافا إلى مفعوله، والأفواه فاعله.