أخبار العبلي ونسبه
  /
  وهشاما خليفة اللَّه فاعمد ... واصرمن مرّة(١) القويّ الجليد
  تلقه محكم القوى أريحيّا(٢) ... ذا قرّى عاجل وسيب عتيد
  ملكا يشمل الرعيّة منه ... بأياد ليست بذات خمود
  أخضر الرّبع والجناب خصيب ... أفيح(٣) المستراد للمستريد
  ذكرت ناقتي البطاح فحنّت ... حين أن ورّكت(٤) قبور ثمود
  / قلت بعض الحنين ياناق سيري ... نحو برق دعا لغيث عميد
  فأغذّت في السّير(٥) حتى أتتكم ... وهي قوداء في سواهم قود
  قد براها السّرى إليك وسيري ... تحت حرّ الظَّهيرة الصّيخود(٦)
  وطوى طائد العرائك(٧) منها ... غول بيد تجتابها بعد بيد
  وأتتكم حدب الظَّهور وكانت ... مسنمات ممرّها بالكديد(٨)
  / واطمأنّت(٩) أرض الرّصافة بالخص ... ب ولم تلق رحلها بالصّعيد
  نزلت بامرئ يرى الحمد غنما ... باذل متلف مفيد معيد
  بذل العدل في القصاص فأضحى ... لا يخاف الضعيف ظلم الشديد
  من بنى النّضر من ذرا منبت النّض ... ر بأورى زند وأكرم عود
  فهو كالقلب في الجوانح منها ... واسط سرّ جذمها(١٠) والعديد
= والنجاء: السرعة. والعجرفة والعجرفية في السير: السرعة. يريد: كلفها سيرا سريعا لا تقصد فيه لنشاطها. وفي «الأصول»:
«عجر في النجاد. وهو تحريف. والتوخيد: حمل الدابة على الوخد وهو ضرب من السير سريع.
(١) كذا في «الأصول». والمرة: قوة الخلق وشدّته.
(٢) الأريحيّ: الواسع الخلق المنبسط إلى المعروف. والسيب: العطاء. والعتيد: الحاضر المهيأ.
(٣) أفيح المستراد للمستريد: واسع المطلب للطالب. واخضرار الربع وخصب الجناب وفيح المستراد يراد به الكرم واتساع الجود.
(٤) كذا في «ج». يقال: ورّك الجبل (بتشديد الراء) إذا جاوزه مثل واركه. وفي «سائر الأصول»: «وردت». وقبور ثمود: حيث كانت ديارهم بوادي القرى بين المدينة والشام، وقريتهم كانت تسمى الحجر. وديار ثمود تقع في طريق الشاعر في رحيله من الحجاز إلى الشام.
(٥) أغذت في السير: أسرعت. والقوداء من الإبل: الطويلة العنق والظهر. والساهمة: الضامرة المتغيرة من السير.
(٦) الظهيرة الصيخود: الهاجرة الشديدة الحر.
(٧) كذا في «ب، س». وفي «الأصول الخطية»: «صائد العرائك». والطائد: الثابت. وهو غير واضح، وكذلك صائد العرائك.
والعرائك: جمع عريكة وهي السنام أو بقيته. وغول البيد (بفتح الغين): بعدها. والبيد: جمع بيداء وهي الفلاة. وتجنابها:
تقطعها.
(٨) الحدب: جمع حدباء وهي من الدواب: التي بدت حراقفها من الهزال. والحرقفة: عظم الحجبة أي رأس الورك. والمسنمات:
التي أعظم الكلأ أسنمتها. يقال: سنم البعير يسنم سنما (وزان فرح) فهو سنم، وسنمة الكلأ (بتشديد النون) وأسنمه. وممرها هنا:
ظرف. يريد أن الإبل وصلت إلى القوم مهزولة وقد كانت سمينة حين مرت بالكديد. والكديد: موضع بالحجاز بين عسفان وأمج.
(٩) يريد: نزلت أرض الرصافة مطمئنة بالخصب. فضمن «اطمأن» معنى «نزل» فعداه إلى المفعول.
(١٠) يقال: وسط فلان قومه وحسبه، ووسط في قومه وحسبه، إذا حل في المكان الأكرم منهم. والجذم (بالكسر ويفتح): الأصل.
وسر الجذم: صريحه وخالصه.