أخبار علوية ونسبه
  / يا علَّويه خذ الخلافة وأعطني هذا الصاحب.
  لحن عريب في هذا الشعر رمل. وفيه لعلَّويه لحنان: ثاني ثقيل، وماخوريّ.
  سمع منه إبراهيم بن المهدي صوتين فحسده:
  وقال العتّابيّ حدّثني أحمد بن حمدون قال:
  غاب عنّا علَّويه مدّة ثم صار إلينا. فقال له إبراهيم بن المهديّ: ما الذي أحدثت بعدي من الصّنعة يا أبا الحسن؟ قال: صنعت صوتين. قال: فهاتهما إذا؛ فغنّاه:
  صوت
  ألا إنّ لي نفسين نفسا تقول لي ... تمتّع بليلى ما بدا لك لينها
  ونفسا تقول استبقى ودّك واتّئد ... ونفسك لا تطرح على من يهينها
  - لحن علَّويه في هذين البيتين خفيف ثقيل - قال: فرأيت إبراهيم بن المهديّ قد كاد يموت من حسده وتغيّر لونه، ولم يدر ما يقول له؛ لأنه لم يجد في الصوت مطعنا، فعدل عن الكلام في هذا المعنى وقال: هذا يدلّ على أن ليلى هذه كانت من لينها مثل الموم(١) بالبنفسج، فسكت علَّويه. ثم سأله عن الصوت الآخر، فغنّاه.
  صوت
  إذا كان لي شيئان يا أمّ مالك ... فإنّ لجاري منهما ما تخيّرا
  وفي واحد إن لم يكن غير واحد ... أراه له أهلا إذا كان مقترا
  - والشعر لحاتم الطائيّ. لحن علَّويه في هذين البيتين أيضا خفيف ثقيل. وقد روي أنّ إبراهيم الموصليّ صنعه ونحله إيّاه، وأنا أذكر خبره بعقب هذا الخبر - قال أحمد(٢) بن حمدون: فأتى واللَّه بما برّز على الأوّل وأوفى عليه، وكاد إبراهيم يموت غيظا / وحسدا لمنافسته / في الصّنعة وعجزه عنها. فقال له: وإن كانت لك امرأتان يا أبا الحسن حبوت جارك منهما واحدة؟ فخجل علَّويه وما نطق بصوت بقية يومه.
  نحله إبراهيم الموصلي صوتا فلم يظهره إلا أمام المأمون:
  وحدّثني عمّي عن عليّ بن محمد بن جدّه حمدون هذا الخبر، ولفظه أقلّ من هذا.
  فأمّا الخبر الذي ذكرته عن علَّويه أنّ إبراهيم الموصليّ نحله هذا الصوت. فحدّثني جحظة قال حدّثني ابن المكيّ المرتجل وهو محمد بن أحمد بن يحيى قال حدّثني علَّويه قال:
  قال إبراهيم الموصليّ يوما: إنّي قد صنعت صوتا وما سمعه منّى أحد بعد، وقد أحببت أن أنفعك وأرفع منك بأن ألقيه عليك وأهبه لك، وو اللَّه ما فعلت هذا بإسحاق قطَّ وقد خصصتك به، فانتحله وادّعه، فلست أنسبه إلى نفسي وستكسب به مالا. فألقى عليّ قوله:
(١) الموم هنا: الشمع.
(٢) في «الأصول هنا»: «إبراهيم بن حمدون» وهو تحريف.