كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار علوية ونسبه

صفحة 242 - الجزء 11

  من كلّ قرم محض ضرائبه ... عن منكبيه القميص ينخرق⁣(⁣١)

  الشعر لعبد اللَّه بن قيس الرّقيّات. والغناء لمعبد، ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو، وذكر الهشاميّ أنه لابن سريج. وذكر ابن خرداذبه أنّ فيه لدكين بن عبد اللَّه بن عنبسة بن سعيد بن العاصي لحنا من الثقيل الأوّل، وأنّ دكينا مدنيّ كان منقطعا إلى جعفر بن سليمان.

  صوت

  الحين ساق إلى دمشق وما ... كانت دمشق لأهلنا بلدا

  قادتك نفسك فاستقدت لها⁣(⁣٢) ... وأريت⁣(⁣٣) أمر غواية رشدا

  لعمر الواديّ في هذا الشعر ثقيل أوّل بالوسطى عن ابن المكيّ. قال: وفيه ليعقوب الواديّ رمل بالبنصر.

  اعترض علي خضابه فأجاب:

  حدّثني عمّي قال حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيّات قال سمعت الحسن بن وهب الكاتب يحدّث:

  أنّ علَّويه كان يصطبح في يوم خضابه مع جواريه وحرمه، ويقول: أجعل صبوحي في أحسن ما يكون عند جواريّ. فقيل له: إنّ ابن سيرين كان يقول: لا بأس بالخضاب ما لم تغرّر به امرأة مسلمة. فقال: إنّما كره لئلَّا يتصنّع به لمن لا يعرفه من الحرائر فيتزوّجها على أنه شابّ وهو شيخ، فأمّا الإماء فهنّ ملكي، وما أريد أن أغرّهنّ.

  قال الحسن: فتعالل علَّويه على المعتصم ثلاثة أيّام متوالية واصطبح فيها، فدعاني، وكان صوته على جواريه في شعر الأخطل:

  /

  كأنّ عطَّارة⁣(⁣٤) باتت تطيف به ... حتى تسربل مثل⁣(⁣٥) الورس وانتعلا⁣(⁣٦)

  فقال لي: كيف رويته؟ فقلت له: قرأت شعر الأخطل⁣(⁣٧) وكان أعلم النّاس به، كان يختار «تسرول» ويقول: إنما وصف ثورا دخل روضة فيها نوّار أصفر فأثّر / في قوائمه وبطنه فكان كالسّراويل، لا أنّه صار له سربل. ولو قال:

  «تسريل» أيضا لم يكن فاسدا، ولكنّ الوجه «تسرول».

  مدح إسحاق لحنا له:

  أخبرني جعفر بن قدامة قال حدّثني عليّ بن يحيى المنجّم قال:

  قدمت من سرّ من رأى قدمة بعد طول غيبة، فدخلت إلى إسحاق الموصليّ، فسلَّم عليّ وسألني خبري وخبر


(١) انخراق القميص عن الشخص فيه قولان: أحدهما أنه إشارة إلى جذب العفاة له. والآخر أنه يؤثر بجيد ثيابه فيكسوها غيره ويكتفي هو بمعاوزها.

(٢) في «أكثر الأصول»: «فأمنت نفسك فاستعذت لها». وفي «ج»: «نامتك نفسك فاستعذت لها». والتصويب من «مختصر الأغاني».

(٣) في «مختصر الأغاني»: «ورأيت».

(٤) في «الأصول»: «عنظارة» والتصويب من كتاب «منتهى الطلب من أشعار العرب».

(٥) كذا في «منتهى الطلب». وفي «الأصول»: «ماء الورس».

(٦) في «الأصول» ما عدا «ج»: «وابتلعا» وهو تحريف.

(٧) ظاهر أنه يريد: «قرأت شعر الأخطل على فلان وكان أعلم الناس به ... إلخ» فسقط اسم من قرأ عليه من النساخ.