أخبار مع عبد الله بن الحشرج
  فما بيديك خير أرتجيه ... وغير صدودك الخطب(١) الكبير
  إذا أبصرتني أعرضت عنّي ... كأنّ الشمس من قبلي تدور
  وكيف تعيب من تمسي(٢) فقيرا ... إليه حين تحزبك(٣) الأمور
  ومن(٤) إن بعت منزلة بأخرى ... حللت بأمره وبه تسير
  / أتزعم أنّني ملذ كذوب ... وأنّ المكرمات لديّ بور(٥)
  وكيف أكون كذّابا ملوذا ... وعندي يطلب الفرج الضّرير
  أواسي في النّوائب من أتاني ... ويجبر بي(٦) أخو الضرّ الفقير
  كان يعطي كثيرا فلامته زوجه وأيدها صديق له فقال شعرا
  أخبرني محمد بن خلف قال حدّثنا أحمد بن الهيثم عن العمريّ عن عطاء بن مصعب عن عاصم بن الحدثان قال:
  أعطى عبد اللَّه بن الحشرج بخراسان حتى أعطى منشفة [كانت](٧) عليه وأعطى فراشة ولحافه. فقالت له امرأته: لشدّ ما تلاعب(٨) بك الشيطان، وصرت من إخوانه مبذّرا؛ كما قال اللَّه ø: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ}. فقال عبد اللَّه بن الحشرج لرفاعة بن زويّ(٩) النّهدي وكان أخا له وصديقا: يا رفاعة، ألا تسمع إلى ما قالت هذه الورهاء(١٠) وما تتكلَّم به؟! فقال: صدقت واللَّه وبرّت! إنّك لمبذّر، وإنّ المبذّرين لإخوان الشياطين. فقال ابن الحشرج في ذلك:
  متى يأتنا الغيث المغيث تجد(١١) لنا ... مكارم ما تعيا بأموالنا التّلد(١٢)
  / مكارم ما جدنا به إذ تمنّعت ... رجال وضنّت في الرّخاء وفي الجهد
  أردنا بما جدنا به من تلادنا ... خلاف الَّذي يأتي خيار بني نهد
(١) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «الحرب» تحريف.
(٢) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «تمشي» بالشين.
(٣) كذا ط، ح، م. وفي سائر الأصول: «تحزنك» بالنون، وهو تصحيف.
(٤) في الأصول ما عدا ط: «وما إن» تحريف.
(٥) كذا في ط، م. وفي سائر الأصول: «إلى بور».
(٦) كذا في ط، م، وتقرب منهما ح. وفي سائر الأصول: «ويخبرني» تصحيف.
(٧) زيادة في ط، م.
(٨) في ب، س، أ: «ما يتلاعب».
(٩) في ط، م: «دويّ» بالدال المهملة والواو. وفي سائر الأصول: «روى» بالراء المهملة. والتصويب من كتاب «الاشتقاق» (ص ٣٢٠).
(١٠) الورهاء: الحمقاء. وفي ط، م: «الزكا» محرفة عن «النوكاء» كما وردت في «معاهد التنصيص».
(١١) كذا في «معاهد التنصيص» (ص ٢٦١ طبعة بلاق سنة ١٢٧٤ هـ). وفي سائر الأصول: «يجد».
(١٢) التلد (بالفتح وبالضم وبالتحريك): المال القديم، كالتالد والتليد. وفي الكلام قلب، أي تجد لنا مكارم ما تعيا بها أموالنا التلد.