كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فضالة بن شريك ونسبه

صفحة 318 - الجزء 12

  ولولا يد الفاروق قلَّدت عاصما ... مطوّقة يحدّى⁣(⁣١) بها في المواسم

  فليتك من جرم بن زبّان أو بني ... فقم أو النّوكى أبان بن دارم

  / أناس إذا ما الضّيف حلّ بيوتهم ... غدا جائعا عيمان⁣(⁣٢) ليس بغانم

  [قال]⁣(⁣٣): فلمّا بلغت أبياته عاصما استعدى عليه عمرو بن سعيد بن العاص وهو يومئذ بالمدينة⁣(⁣٤) أمير، فهرب فضالة بن شريك فلحق بالشأم، وعاذ بيزيد بن معاوية وعرّفة ذنبه وما تخوّف من عاصم؛ فأعاذه، وكتب إلى عاصم يخبره أنّ فضالة أتاه مستجيرا به، وأنّه يحبّ أن يهبه له. ولا يذكر لمعاوية شيئا من أمره، ويضمن له ألَّا يعود لهجائه؛ فقبل ذلك عاصم وشفّع يزيد بن معاوية. فقال فضالة يمدح يزيد بن معاوية:

  إذا ما قريش فاخرت بقديمها ... فخرت بمجد يا يزيد تليد

  بمجد أمير المؤمنين ولم يزل ... أبوك أمين اللَّه غير بليد

  به عصم اللَّه الأنام من الرّدى ... وأدرك تبلا من معاشر صيد⁣(⁣٥)

  ومجد أبي سفيان ذي الباع والنّدى ... وحرب وما حرب العلا بزهيد

  فمن ذا الذي إن عدّد الناس مجدهم ... يجيء بمجد مثل مجد يزيد

  وقال فيه القصيدة المذكور فيها الغناء في هذه القصّة بعينها⁣(⁣٦).

  هجا ابن مطيع حين طرده المختار عن ولاية الكوفة

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثني السّكريّ عن ابن حبيب قال:

  كان عبد اللَّه بن الزّبير قد ولَّى عبد اللَّه بن مطيع بن الأسود بن نضلة⁣(⁣٧) بن عبيد بن عويج بن عديّ بن كعب، الكوفة، فطرده عنها المختار بن أبي عبيد حين ظهر؛ فقال فضالة بن شريك يهجو ابن مطيع:

  /

  دعا ابن مطيع للبياع فجئته ... إلى بيعة قلبي بها⁣(⁣٨) غير عارف

  فقرّب لي خشناء لمّا لمستها ... بكفّي لم تشبه أكفّ الخلائف

  معوّدة حمل الهراوي لقومها ... فرورا إذا ما كان يوم التّسايف⁣(⁣٩)


(١) كذا في ط، ج، م، ف و «تاريخ ابن عساكر». وفي سائر الأصول: «يخزي» تحريف.

(٢) عيمان: عطشان.

(٣) زيادة عن ط، م، ف.

(٤) في ف: «على المدينة».

(٥) في بعض الأصول: «نبلا» بالنون، تصحيف. والتبل هنا: الثأر. والصيد: جمع أصيد. يقال ملك أصيد، إذا كان لا يلتفت من زهوه يمينا ولا شمالا.

(٦) هذه عبارة ط، م، ف. ومثلها جلولا تحريف في الكلمات. وفي سائر الأصول: «وقال فيه أيضا الأبيات المذكور فيها الغناء من هذه القصيدة بعينها».

(٧) كذا في ط، ج، م، ف. وفي سائر الأصول: «فضالة» تحريف (راجع «أسد الغابة» ج ٣ ص ٢٦٢، «والإصابة» ج ٥ ص ٦٥).

(٨) في ط، م، ف: «لها غير عارف».

(٩) التسايف: التضارب بالسيوف.