كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار فضالة بن شريك ونسبه

صفحة 319 - الجزء 12

  من الشّثنات⁣(⁣١) الكزم أنكرت لمسها⁣(⁣٢) ... وليست من البيض السّياط اللَّطائف

  ولم يسم إذ بايعته من خليفتي ... ولم يشترط إلا اشتراط المجازف

  متى تلق أهل الشأم في الخيل تلفني ... على مقرب⁣(⁣٣) لا يزدهى بالمجاذف

  ممرّ⁣(⁣٤) كبنيان⁣(⁣٥) العباديّ مخطف ... من الضّاريات بالدّماء الخواطف

  هجا عامر بن مسعود لأنه تسوّل في جمع صداق زوجه

  وقال ابن حبيب في هذا الإسناد: تزوّج عامر بن مسعود بن أميّة بن خلف الجمحيّ امرأة من بني نصر بن معاوية، وسأل في صداقها بالكوفة، فكان يأخذ من كلّ رجل سأله درهمين درهمين. فقال له فضالة بن شريك يهجوه بقوله:

  أنكحتم يا بني نصر فتاتكم ... وجها يشين وجوه الرّبرب⁣(⁣٦) العين

  / أنكحتم⁣(⁣٧) لا فتى دنيا يعاش به ... ولا شجاعا إذا انشقّت عصا الدّين

  قد كنت أرجو أبا حفص وسنّته ... حتّى نكحت⁣(⁣٨) بأرزاق المساكين

  هجا رجلا من بني سليم خان الأمانة

  وقال ابن حبيب في هذا الإسناد: أودع فضالة بن شريك رجلا من بني سليم يقال له قيس ناقة، فخرج في سفر، فلمّا عاد طلبها منه، فذكر أنّها سرقت. فقال [فيه]⁣(⁣٩):

  /

  ولو أنّني يوم بطن العقيق ... ذكرت وذو اللَّبّ ينسى كثيرا

  مصاب سليم لقاح⁣(⁣١٠) النّ ... بيّ لم أودع الدّهر فيهم بعيرا


(١) يقال ششن الرجل (كفرح وكرم) فهو شئن (بالسكون) إذا كان غليظ الكف خشنها. ولعله حرك العين هنا وهي الثاء للضرورة، لأن عين الوصف لا تحرك في جمع المؤنث، أو هي لغة كفرح وفرحة، لم ترد في المعجمات. والكزم: جمع أكزم وكزماء، والكزم (بالتحريك) هنا: قصر في الأصابع شديد.

(٢) في ف: «مسّها».

(٣) المقرب من الخيل: الذي يقرب مربطه ومعلفه لكرامته. ولا يزدهى: لا يستخف و «المجاذف: ما يرمى به». وشرح الكلمة الأخير عن هامش ط.

(٤) ممر: موثق الخلق.

(٥) في ط، م: «كناز للعبادي». ولعل صوابه: «كزنار العبادي». والزنار: ما يشدّه النصراني على وسطه. والعباديون: نصارى الحيرة، على أن يكون قد وصف الفرس بأنه موثق الخلق مفتول كالزنار. والمخطف: الضامر. وضرى بالشيء: لهج به وأغرم.

(٦) الربرب: القطيع من بقر الوحش. والعين: الواسعة العيون، الواحد أعين وعيناه.

(٧) في أ، ب، س، م (في أحد موضعيها): «أنكتم».

(٨) في هذه الأصول أيضا: «أنيكت».

(٩) زيادة عن ف.

(١٠) مصاب هنا: مصدر بمعنى إصابة. ومثله:

أظلوم إن مصابكم رجلا ... أهدى السلام تحية ظلم

واللقاح: ذوات الألبان من النوق، واحدتها لقوح ولقحة.