أخبار مروان الأصغر
  قال في المعتصم شعرا بعد ما كان من أمر العباس بن المأمون وعجيف
  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثنا الحسين بن يحيى قال حدّثني إبراهيم بن الحسن قال:
  لمّا كان من أمر العبّاس بن المأمون وعجيف ما كان، أنشد مروان بن أبي الجنوب المعتصم قصيدة أوّلها(١):
  ألا يا دولة المعصوم دومي ... فإنّك قلت للدّنيا استقيمي
  فلمّا بلغ إلى قوله:
  هوى العبّاس حين أراد غدرا ... فوافى إذ هوى قعر الجحيم
  كذاك هوى كمهواه عجيف ... فأصبح في سواء لظى الحميم
  [قال المعتصم: أبعده اللَّه!(٢)]
  مدح أشناس فطرب له وأجازه من غير أن يفهمه
  حدّثني جعفر بن قدامة قال حدّثنا أبو العيناء قال:
  دخل مروان الأصغر بن أبي الجنوب على أشناس وقد مدحه بقصيدة فأنشده إيّاها، فجعل أشناس يحرّك رأسه / ويومئ بيديه ويظهر طربا وسرورا، وأمر له بصلة. فلمّا خرج قال له كاتبه: رأيت الأمير قد طرب وحرّك رأسه ويديه لما كان يسمعه، فقد فهمه(٣)؟ قال نعم. قال: فأيّ شيء كان يقول؟ قال: ما زال يقول علي رقية الخبز حتّى حصّل ما أراد وانصرف.
  هجا علي بن يحيى المنجم فردّ عليه
  حدّثني جعفر بن قدامة(٤) قال حدّثني عليّ بن يحيى المنجّم قال: كان المتوكَّل يعابثني(٥) كثيرا، فقال في يوم من الأيّام لمروان بن أبي الجنوب: أهج عليّ بن يحيى؛ فقال مروان:
  ألا إنّ يحيى لا يقاس إلى أبي ... وعرض ابن يحيى لا يقاس إلى عرضي
  وهي أبيات تركت ذكرها صيانة لعليّ بن يحيى. قال: فأجبته عنها فقلت:
  صدقت لعمري ما يقاس إلى أبي ... أبوك، ومن قاس الشّواهق بالخفض
  وهل لك عرض طاهر فتقيسه ... إذا قيست الأعراض يوما إلى عرضي
  ألستم موالي للَّعين ورهطه ... أعادي بني العبّاس ذي الحسب المحض
  توالون من عادى النبيّ ورهطه ... فترمون من والى أولي الفضل بالرّفض
  وليس عجيبا أن أرى لك مبغضا ... لأنّك أهل للعداوة والبغض
(١) في ح، ب، س: «أوّلها قوله».
(٢) زيادة في ف.
(٣) في ط: «فقد فهم».
(٤) في ط، ب، س: «حدّثني جعفر بن قدامة لمروان قال حدّثني ...».
(٥) كذا في م، أ. وفي سائر الأصول: «يعاتبني» تصحيف.