كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار متفرقة

صفحة 352 - الجزء 12

  رأيت جماعة طير وقعن بقربنا وما نحسّ قبل ذلك منها شيئا؛ فقالت الجماعة: يا تمام السّرور وكمال المجلس! لقد سعد من أخذ بحظَّه منك، وخاب من حرمك، يا حياة القلوب ونسيم⁣(⁣١) النفوس جعلنا [اللَّه]⁣(⁣٢) فداءك! غنّنا؛ فغنّى واللحن له.

  صوت

  يا هند إنّك لو علم ... ت بعاذلين تتابعا

  - وهذا الصوت يأتي خبره مفردا لأنّ فيه طولا - فبدرت من بينهم فقبّلت بين عينيه، فتهافت القوم عليه يقبّلونه؛ فلقد رأيتني وأنا أرفعهم عنه شفقة عليه.

  ما في الأشعار التي تناشدها عمر وأصحابه من أغان

  وفي هذه الأشعار التي تناشدها كثيّر وعمر ونصيب والأحوص أغان.

  منها:

  صوت

  أبصرتها ليلة ونسوتها ... يمشين بين المقام والحجر

  ما إن طمعنا بها ولا طمعت ... حتّى التقينا ليلا على قدر

  / بيضا حسانا خرائدا قطفا⁣(⁣٣) ... يمشين هونا كمشية البقر

  الشعر لعمر. والغناء لابن سريج رمل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش. وذكر عمرو أنّ فيه لابن سريج خفيف ثقيل أوّل بالبنصر. ولأبي سعيد مولى فائد ثقيل أوّل، وقيل: إنه لسنان الكاتب. ومن هذه القصيدة أيضا، وهذا أوّلها:

  صوت

  يا من لقلب متيّم كمد⁣(⁣٤) ... يهذي بخود مريضة النّظر

  تمشي رويدا⁣(⁣٥) إذا مشت فضلا⁣(⁣٦) ... وهي كمثل العسلوج البسر⁣(⁣٧)


(١) في ط: «قسيم النفوس».

(٢) زيادة في ف.

(٣) قطفا: بطيئات السير، الواحدة قطوف. وبين رواية ما ورد من هذه القصيدة هنا وبين ما في «الديوان» اختلاف كثير، سننبه إلى ما يحتاج إلى التنبيه إليه.

(٤) في «ديوان عمر بن أبي ربيعة» (طبعة لبسك) «كلف» بدل «كمد».

(٥) في ف: «الهويني».

(٦) كذا في «الديوان». والمرأة الفضل: التي تتفضل في ثوب، وكذلك يقال رجل فضل (بضم الفاء والضاد). والفضل من النساء أيضا:

المختالة التي تفضل من ذيلها. («لسان العرب» مادة فضل). وفي الأصول: «قطفا».

(٧) يريد «من البسر». وفي «الديوان»: «في الشجر». والعسلوج: ما لان واخضر من القضبان. والبسر: التمر قبل إرطابه.