كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي زبيد ونسبه

صفحة 365 - الجزء 12

  الجمّاز قال حدّثني أبو عبيدة عن يونس وأبي الخطَّاب النحوي: أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط أوصى لما احتضر لأبي زبيد بما يصلحه في فصحه⁣(⁣١) وأعياده، من الخمر ولحوم الخنازير وما أشبه ذلك. فقال أهله وبنوه لأبي زبيد:

  قد علمت أنّه لا يحلّ لنا هذا في ديننا، وإنما فعله إكراما / لك وتعظيما لحقّك، فقدّره لنفسك ما شئت أن تعيش، وقوّم ما أوصى به لك حتّى نعطيك قيمته ولا تفضحنا وتفضح آباءنا بهذا، واحفظه واحفظنا فيه، ففعل أبو زبيد ذلك، وقبله منهم]⁣(⁣٢).

  صوت

  /

  هل تعرف الدار من عامين أو عام ... دار لهند بجزع الحرج فالدام⁣(⁣٣)

  تحنو لأطلائها عين ملمّعة ... سفع الخدود بعيدات من الرامي⁣(⁣٤)

  الحرج والدام: موضعان، ويروي «مذ عامين». وهذا الأجود، وكلاهما رومي. وعين: بقر. وأطلاؤها:

  أولادها، واحدها طلا. ويروى: «بعيدات من الذام» هو الذي يذم.

  الحطيئة يمدح أبا موسى الأشعريّ حين توليته العراق

  الشعر للحطيئة يمدح به أبا موسى الأشعريّ لما ولَّاه عمر بن الخطاب ¥ العراق⁣(⁣٥). والغناء لمالك، خفيف رمل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق. وذكر أنّ فيه لابن جامع أيضا صنعة.

  قال محمد بن حبيب: أتى الحطيئة أبا موسى يسأله أن يكتبه معه، فأخبره أنّ العدّة قد تمت، فمدحه الحطيئة بهذه القصيدة التي ذكرتها، وأوّلها:

  هل تعرف الدار من عامين أو عام ... دار لهند بجزع الحرج فالدام

  وفيها يقول:

  وجحفل كسواد الليل منتجع ... أرض العدوّ ببؤس بعد إنعام

  جمعت من عامر فيه ومن أسد ... ومن تميم ومن جاء ومن حام

  - حاء من مذحج، وحام من خثعم -

  وما رضيت لهم حتى رفدتهم ... من وائل رهط بسطام بأصرام⁣(⁣٦)

  / فيه الرماح وفيه كلّ سابغة ... جدلاء محكمة من نسج سلَّام

  - يعني سليمان النبي -


(١) أي في عيد الفصح، وهو عيد من أعياد النصارى. وانظر تحقيقه في «الحيوان» (٤: ٥٣٤).

(٢) التكملة من ف.

(٣) ف: «دارا» بالنصب. والحرج ضبطه ياقوت بالفتح، والبكري بالضم. على أن الذي يقرن بالدام هو الخرج بالخاء، كما عند البكري.

(٤) الملمعة: التي فيها بقع تخالف سائر لونها وقيل بقعة من السواد خاصة.

(٥) ف: «الكوفة».

(٦) أصرام: جماعات.