أخبار محمد بن أمية وأخيه علي
  ما زلت أرجوك وأخشى الهوى ... معتصما باللَّه والصّبر
  حتى أتتني منك في ساعة ... زحزحت الأحزان عن صدري
  حشوتها مسكا ونقّشتها ... ونقش كفيك من النّحر
  سقيا لها تفاحة أهديت ... لو لم تكن(١) من خدع الدّهر
  التقى بجارية يهواها وشعره في ذلك
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عبد اللَّه بن جعفر اليقطيني قال حدّثني أبي جعفر بن علي بن يقطين قال:
  / كنت أسير أنا ومحمد بن أمية في شارع الميدان، فاستقبلتنا جارية - كان محمّد يهواها ثم بيعت - وهي راكبة، فكلَّمها، فأجابته بجواب أخفته فلم يفهمه، فأقبل عليّ وقد تغيّر لونه فقال:
  يا جعفر بن علي وابن يقطين ... أليس دون الذي لاقيت يكفيني
  هذا الذي لم تزل نفسي تخوّفني ... منها فأين الذي كان تمنّيني
  خاطرت إذ أقبلت نحوي وقلت لها ... تفديك نفسي فداء غير ممنون
  / فخاطبتني بما أخفته فانصرفت(٢) ... نفسي بظنّين مخشيّ ومأمون
  تمثل المنتصر ببيت له
  حدّثني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني أحمد بن يزيد المهلبيّ قال حدّثني أبي قال:
  كنت بين يدي المنتصر جالسا فجاءته رقعة لا أعلم ممّن هي، فقرأها وتبسّم ثم إنه أقبل عليّ وأنشد:
  لطافة كاتب وخشوع ضبّ ... وفطنة شاعر عند الجواب
  ثم أقبل عليّ فقال: من يقول هذا يا يزيد؟ فقلت: محمد بن أميّة يا أمير المؤمنين. فضحك وقال: كأنه واللَّه يصف ما في هذه الرّقعة.
  عاتبه أخوه وابن قنبر لما لحقه من وله كالجنون لبيع جارية يحبها
  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمّد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني حذيفة بن محمّد قال:
  كنت أنا وابن قنبر عند محمد بن أميّة بعقب بيع جارية كان يحبّها وقد لحقه عليها وله كالجنون، فجعل ابن قنبر وأخوه عليّ بن أمية يعاتبانه على ما يظهر منه، فأقبل بوجهه عليهما ثم قال:
  /
  لو كنت جرّبت الهوى يا بن قنبر ... كوصفك إياه لألهاك عن عذلي
  أنا وأخي الأدنى وأنت لها الفدا ... وإن لم تكونا في مودّتها مثلي
  أأن حجبت عني أجود لغيرها ... بودّي وهل يغرى المحبّ سوى البخل
(١) في ف: «إن لم تكن».
(٢) في ف: «وانصرفت».