كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن أمية وأخيه علي

صفحة 376 - الجزء 12

  أسرّ بأن قالوا تضنّ بودّها ... عليك ومن ذا سرّ بالبخل من قبل

  قال: فضحك ابن قنبر، وقال: إذا كان الأمر هكذا فكن أنت الفداء لها، وإن ساعدك أخوك فاتّفقا على ذلك، وأما أنا فلست أنشط لأن أساعدك على هذا. وافترقنا.

  قطع الصوم بينه وبين خداع فقال شعرا

  أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال أنشدني محمد بن الحسن بن الحزوّر⁣(⁣١) لمحمد بن أمية في جارية كان يهواها وقطع الصوم بينهما، فقال يخاطب محمد بن عثمان بن خريم المرّيّ:

  قفا فابكيا إن كنتما تجدان ... كوجدي وإن لم تبكيا فدعاني

  ففي الدّمع مما تضمر النفس راحة ... إذا لم أطق إظهاره بلساني

  أغصّ بأسراري إذا ما لقيتها ... فأبهت مشدوها أعضّ بناني

  فيابن خريم يا أخي دون إخوتي ... ومن هو لي مثلي بكل مكان

  تأمّل أحظَّي من خداع وحبّها ... سوى خدع تذكي الهوى وأماني

  وأصبح شهر الصوم قد خال بيننا ... فيا ليت شوّالا أتى بزمان

  شعر له فيها استحسنه ابن المعتز

  أنشدني جعفر بن قدامة قال أنشدني عبد اللَّه بن المعتزّ قال أنشدني أبو عبد اللَّه الهشاميّ لمحمد بن أمية، وفيه غناء لمتيّم، قال واستحسنه عبد اللَّه:

  صوت

  عجبا عجبت لمذنب متغضّب ... لولا قبيح فعاله لم أعجب

  أخداع، طال على الفراش تقلَّبي ... وإليك طول تشوّفي وتطرّبي

  لهفي عليك وما يردّ تلهفي ... قصرت يداي وعزّ وجه المطلب⁣(⁣٢)

  الغناء لمتيّم، فيه لحنان: رمل عن ابن المعتز، وخفيف رمل عن الهشامي. وهذا من شعر محمد فيها بعد أن بيعت. قال: وغنتنا هزار هذا الصوت⁣(⁣٣) يومئذ.

  أشعاره فيها إذ فقدها وحين وجدها

  حدّثني عمّي قال حدّثنا أحمد بن محمد / الفيرزان⁣(⁣٤) قال حدّثني شيبة بن هشام قال: دعانا محمد بن أميّة يوما ووجّه إلى جارية كان يحبها فدعاها، وبعث إلى مولاها يحدرها⁣(⁣٥) مع رسوله، فأبطأ الرسول حتّى انتصف النهار ثم


(١) في ف: «الحرون».

(٢) هذا البيت ساقط من ط.

(٣) كذا في ف. وفي سائر الأصول: «هذا اللحن».

(٤) كذا في ط، ف. وفي سائر الأصول: «أحمد بن المرزبان».

(٥) يحدرها: يريد يرسلها.