كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الأفوه الأودي وشئ من أخباره

صفحة 389 - الجزء 12

١٤ - نسب الأفوه الأوديّ وشئ من أخباره

  نسبه

  الأفوه لقب، واسمه صلاءة⁣(⁣١) بن عمرو بن مالك بن عوف بن الحارث بن عوف بن منبّه بن أود بن الصعب⁣(⁣٢) ابن سعيد العشيرة. وكان يقال لأبيه عمرو بن مالك فارس الشوهاء؛ وفي ذلك يقول الأفوه:

  أبي فارس الشوهاء⁣(⁣٣) عمرو بن مالك ... غداة الوغى إذ مال بالجد عاثر

  كان سيد قومه وقائدهم وشاعرهم

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا ابن أبي سعد عن عليّ بن الصّباح عن هشام⁣(⁣٤) بن محمد الكلبيّ عن أبيه قال:

  كان الأفوه من كبار الشعراء القدماء في الجاهلية، وكان سيد قومه وقائدهم في حروبهم، وكانوا يصدون عن رأيه. والعرب تعدّه من حكمائها. وتعدّ داليّته؛

  معاشر ما بنوا مجدا لقومهم ... وإن بنى غيرهم ما أفسدوا عادوا⁣(⁣٥)

  أبياته التي أخذ منها كثير بيتا

  من حكمة العرب وآدابها⁣(⁣٦). فأمّا البيت الذي أخذه كثيّر من شعر الأفوه وأضافه إلى أبياته التي ذكرناها وفيها الغناء آنفا فإنّه من قصيدة يقول فيها:

  نقاتل أقواما فنسبي نساءهم ... ولم ير ذو عزّ لنسوتنا حجلا⁣(⁣٧)

  نقود ونأبى أن نقاد ولا نرى ... لقوم علينا في مكارمة فضلا

  وإنا بطاء المشي عند نسائنا ... كما قيّدت⁣(⁣٨) بالصّيف نجديّة بزلا


(١) في ف، ب، ح: «صلاة». وفي س: «صلات».

(٢) في ف: «بن صعب».

(٣) الشوهاء: اسم فرس. والشوهاء: من الخيل الطويلة الرائعة.

(٤) في ب، س، ح: «الهشامي».

(٥) في ح: «يا معاشر لم بينوا». وفي ف:

لنا معاشر لم يبنوا لقومهم ... وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

(٦) من أوّل نسب الأفوه حتى هذه الكلمة لم يرد في نسخة ط.

(٧) الحجل، بالكسر: الخلخال.

(٨) في ف: «كما قدت».