كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الأفوه الأودي وشئ من أخباره

صفحة 390 - الجزء 12

  /

  نظل غيارى عند كل ستيرة ... نقلَّب جيدا واضحا وشوى عبلا⁣(⁣١)

  وإنا لنعطي المال دون دمائنا ... ونأبى فما نستام دون دم عقلا⁣(⁣٢)

  سبب هذه الأبيات

  قال أبو عمرو الشّيباني: قال الأفوه الأوديّ هذه الأبيات يفخر بها على قوم من بني عامر، كانت بينه وبينهم دماء، فأدرك بثأره وزاد، وأعطاهم ديات من قتل فضلا على قتلى قومه، فقبلوا وصالحوه.

  بنو أود وبنو عامر

  وقال أبو عمرو⁣(⁣٣): أغارت بنو أود - وقد جمعها الأفوه - على بني عامر، فمرض الأفوه مرضا شديدا، فخرج بدله زيد بن الحارث الأوديّ وأقام الأفوه حتى أفاق من وجعه، ومضى زيد بن الحارث حتى لقي بني عامر بتضارع⁣(⁣٤)، وعليهم عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. فلما التقوا عرف بعضهم بعضا، فقال لهم بنو عامر:

  ساندونا فما أصبنا كان بيننا وبينكم. فقالت بنو أود - وقد أصابوا منهم رجلين -: لا واللَّه حتى نأخذ بطائلتنا⁣(⁣٥). فقام أخو المقتول، وهو رجل من بني كعب بن أود فقال: يا بني أود، واللَّه لتأخذنّ بطالئتي أو لأنتحينّ على سيفي.

  فاقتتلت أود وبنو عامر، فظفرت أود وأصابت مغنما كثيرا. فقال الأفوه في ذلك:

  صوت

  ألا يا لهف لو شهدت قناتي ... قبائل عامر يوم الصبيب

  غداة تجمعت كعب إلينا ... حلائب بين أفناء الحروب⁣(⁣٦)

  فلمّا أن رأونا في وغاها ... كآساد الغريفة والحجيب⁣(⁣٧)

  / تداعوا ثم مالوا عن ذراها ... كفعل الخامعات من الوجيب⁣(⁣٨)

  / وطاروا كالنّعام ببطن قوّ ... مواءلة على حذر الرقيب⁣(⁣٩)


(١) الستيرة: المرأة المستورة. الشوى: اليدان. العبل: الممتلئ التام الخلق.

(٢) العقل: الدية.

(٣) من هذه الكلمة حتى البيت الثاني من الصفحة التالية لم يرد في ط.

(٤) هذه الكلمة ساقطة من جميع الأصول عدا س، ب، وفيهما «يتصارعون» تحريف. وتضارع: موضع بالحجاز ذكره الأفوه في بيت من الأبيات المذكورة، قال:

وجرد جمعها بيضا خفافا ... على جنبي تضارع فاللهيب

وانظر «اللسان» (لهب) وياقوت (اللهيب).

(٥) الطائلة: الثأر والوتر.

(٦) كذا في ف، وفي سائر النسخ: «بين أبناء الحريب». والحلائب: الجماعات، والأفناء: الأخلاط.

(٧) ورد هذا البيت في ف. والغريفة: الأجمة. والحجيب: موضع.

(٨) كذا في ف. والخامعات: الضباع؛ سميت بذلك لأنها تجمع في مشيها، أي تعرج، وهي موصوفة بالحمق والجبن. والوجيب:

الخوف. وفي سائر الأصول: «كفعل معاتت أمن الرجيب».

(٩) كذا على الصواب في ف، وفي سائر النسخ: «كالبغام». وبطن قوّ موضع المواءلة: طلب النجاة.