كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر كثير وخندق الأسدي

صفحة 397 - الجزء 12

  وكلّ ذخيرة لابدّ يوما ... ولو بقيت تصير إلى نفاد

  يعزّ عليّ أن نغدو جميعا ... وتصبح ثاويا رهنا بواد

  فلو فوديت من حدث المنايا ... وقيتك بالطَّريف وبالتّلاد

  في هذه القصيدة عدّة أصوات هذه نسبتها قد جمعت.

  صوت

  أغاضر لو شهدت غداة بنتم ... حنوّ العائدات على وسادي

  رثيت لعاشق لم تشكميه ... نوافذه تلذّع بالزناد

  عداني أن أزورك غير بغض ... مقامك بين مصفحة شداد

  فلا تبعد فكل فتى سيأتي ... عليه الموت يطرق أو يغادي

  لمعبد في البيتين الأوّلين لحن من خفيف الثقيل الأوّل بالوسطى عن عمرو وابن المكيّ والهشاميّ. وفيهما لإبراهيم ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وأحمد بن عبيد. وفيهما للغريض ثاني ثقيل عن ابن المكيّ. ومن الناس من ينسب لحن مالك إلى معبد أيضا. وفي الثالث والرابع لابن عائشة ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق وعمرو وغيرهما. ويقال: إن لابن سريج وابن محرز وابن جامع فيهما ألحانا.

  غاضرة هذه التي ذكرها كثيّر مولاة لآل مروان بن الحكم، وقد روي في ذكره إياها غير خبر مختلف.

  أم البنين وما كان بينها وبين وضاح وكثير

  فأخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزبير قال حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي قال / حدّثني عبد اللَّه بن أبي عبيدة قال:

  حجّت أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان فقالت لكثيّر ووضّاح: انسبا بي. فأمّا وضّاح فنسب بها، وأما كثير فنسب بجاريتها غاضرة حيث يقول:

  شجا أظعان غاضرة الغوادي ... بغير مشورة⁣(⁣١) عرضا فؤادي

  قال: وكانت زوجة⁣(⁣٢) الوليد بن عبد الملك، فقتل وضّاحا ولم يجد على كثيّر سبيلا⁣(⁣٣).

  أخبرني الحرميّ قال حدّثنا الزبير قال حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزّهريّ عن محرز بن جعفر عن أبيه عن بديح قال:

  قدمت أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان - وهي عند الوليد بن عبد الملك - حاجّة، والوليد إذ ذاك خليفة.


(١) في ح، ط، م، ف: «مشية» مسهل مشيئة.

(٢) في ف: «وكانت أم البنين زوجة».

(٣) كذا في ح، ف. وفي سائر النسخ: «ولم يجد لكثير سبيلا».