خبر كثير وخندق الأسدي
  فأرسلت إلى كثيّر ووضّاح أن أنسبا بي(١)، فنسب وضّاح بها ونسب كثيّر بجاريتها غاضرة في شعره الذي يقول فيه:
  شجا أظعان غاضرة الغوادي
  قال: وكانت معها جوار قد فتن الناس بالوضاءة.
  لابن قيس الرقيات في أم البنين
  قال بديح: فلقيت عبيد اللَّه بن قيس الرقيّات فقلت له: بمن نسبت من هذا القطين(٢)؟ فقال لي:
  ما تصنع بالشرّ ... إذا لم تك مجنونا
  إذا قاسيت ثقل الشرّ ... حسّاك الأمرّينا(٣)
  وقد هجت بما قد قل ... ت أمرا كان مدفونا
  / قال بديح: ثم أخذ بيدي فخلا بي وقال لي: يا بديح، احفظ عني ما أقول لك فإنك موضع أمانة؛ وأنشدني:
  أصحوت عن أمّ البني ... ن وذكرها وعنائها
  وهجرتها هجر امرئ ... لم يقل حمل إخائها
  من خيفة الأعداء أن ... يوهوا أديم صفائها
  قرشيّة كالشّمس أش ... رق نورها ببهائها
  زادت على البيض الحسا ... ن بحسنها ونقائها
  لما اسبكرّت للشّبا ... ب وقنّعت بردائها(٤)
  لم تلتفت للداتها ... ومضت على غلوائها
  غنّى ابن عائشة في الثلاثة الأبيات الأول لحنا من الثقيل الأول عن الهشاميّ عن يحيى المكيّ. وفي الرابع وما بعده لحنين لحنان: أحدهما ثاني ثقيل بالبنصر. والآخر خفيف ثقيل بالبنصر عن ابنه وغيره. وغنى إبراهيم الموصليّ في الأربعة الأول لحنا آخر من الثقيل الأول وهو اللحن الذي فيه استهلال. وذكر الهشاميّ أن الثقيل الثاني لابن محرز.
  قال: فقتل الوليد وضّاحا ولم يجد على كثير سبيلا. قال: وحجّت بعد ذلك وقد تقدّم الوليد إليها وإلى من معها في الحجاب؛ فلقيني ابن قيس حيث خرجت ولم تكلَّم أحدا ولم يرها، فقال لي: يا بديح:
(١) في ح، ط، م: «انسيابي».
(٢) القطين: الحشم والإماء.
(٣) الأمرين؛ بكسر الراء مشدّدة: الشر والأمر العظيم. حساه: سقاه إياه. وفي ج: «حباك».
(٤) اسبكرت: استقامت واعتدلت.