خبر كثير وخندق الأسدي
  صوت
  بان الخليط الذي به نثق ... واشتد دون المليحة القلق(١)
  / من دون صفراء في مفاصلها ... لين وفي بعض بطشها خرق
  إن ختمت جاز طين خاتمها ... كما تجوز العبديّة العتق(٢)
  / غنى في هذه الأبيات مالك بن أبي السّمح لحنا من الثقيل الأوّل بالبنصر، عن عمرو ويونس. وفيها لابن مسجح - ويقال لابن محرز، وهو مما يشبه غناءهما جميعا وينسب إليهما - خفيف ثقيل أوّل بالبنصر. والصحيح أنه لابن مسجح. وفيها ثاني ثقيل لابن محرز عن ابن المكَّيّ. وذكر حبش أن لسياط فيها لحنا ماخوريّا بالوسطى. وفي هذه الأبيات زيادة يغنّى فيها ولم يذكرها الزبير في خبره، وهي:
  إنّي لأخلي لها الفراش إذا ... قصّع(٣) في حضن زوجه الحمق
  عن غير بغض لها لديّ ول ... كن تلك منّي سجيّة خلق
  قال الزبير: أراد بقوله في هذه الأبيات:
  إن ختمت جاز طين خاتمها
  أنها كانت عند سلطان جائز الأمر. والعبدية هي الدنانير، نسبها إلى عبد الملك. ثم وصل ابن قيس الرقيات هذه الأبيات - يعني الهائية - بأبيات يمدح بها عبد الملك فقال:
  صوت
  اسمع أمير المؤمني ... ن لمدحتي وثنائها(٤)
  أنت ابن عائشة التي ... فضلت أروم نسائها(٥)
  متعطَّف الأعياص حو ... ل سريرها وفنائها(٦)
  ولدت أغرّ مباركا ... كالبدر وسط سمائها
  غنّاه ابن عائشة من رواية يونس ولم يجنّسه. وهذا الشعر يقوله ابن قيس الرقيّات في عبد الملك لا الوليد.
  إصرار ابن قيس الرقيات على كلمة في شعره وما كان بينه وبين عبد الملك في ذلك
  أخبرني الحسين وابن أبي الأزهر عن حماد عن أبيه عن المدائنيّ: أن عبد الملك لما وهب لابن جعفر جرم عبيد اللَّه بن قيس الرقيات وأمّنه، ثم تواثب أهل الشام ليقتلوه، قال: يا أمير المؤمنين، أتفعل هذا بي وأنا الذي أقول:
(١) كذا في ف، ط، ورواية «الديوان»: «العلق».
(٢) العتق: جمع عتيق، وهي كل نفيس قديم.
(٣) قصع: لزم البيت ولم يبرحه، وفي الأصول: «قطع»، تحريف، صوابه عن «الديوان» ١٦١، «ولسان العرب» (مادة قصع).
(٤) هذه الأبيات: ساقطة من ج.
(٥) الأروم: جمع أرومة، وهي الأصل.
(٦) الأعياص من قريش: أولاد أمية بن عبد شمس الأكبر، وهم العاص وأبو العاص والعيص وأبو العيص.