خبر كثير وخندق الأسدي
  قال سليمان: وكان كثيّر دميما قليلا(١) أحمر أقيشر(٢) عظيم الهامة قبيحا.
  نسبة ما في هذه الأخبار من الشعر الذي يغنى به
  صوت
  منها:
  أشاقك برق آخر الليل واصب ... تضمّنه فرش الجبا فالمسارب(٣)
  كما أومضت بالعين ثم تبسّمت ... خريع(٤) بدا منها جبين وحاجب
  / وهبت لليلى ماءه ونباته ... كما كلّ ذي ودّ لمن ودّ واهب
  عروضه من الطويل. الواصب: الدائم، يقال وصب يصب وصوبا أي دام. قال اللَّه سبحانه: {ولَه ُ الدِّينُ واصِباً} أي دائما.
  ومنها:
  صوت
  لعزّة من أيّام ذي الغصن شاقني ... بضاحي قرار الرّوضتين رسوم(٥)
  هي الدار وحشا غير أن قد يحلَّها ... ويغنى بها شخص عليّ كريم
  فما برسوم الدّار لو كنت عالما ... ولا بالتّلاع المقويات أهيم
  سألت حكيما أين شطَّت بها النّوى ... فخبّرني ما لا أحبّ حكيم(٦)
  أجدّوا فأمّا آل عزّة غدوة ... فبانوا وأمّا واسط فمقيم(٧)
  لعمري لئن كان الفؤاد من الهوى ... بغى سقما إني إذا لسقيم
  / حكيم هذا(٨) هو أبو السائب بن حكيم راوية كثير. ذكر ذلك لنا اليزيديّ عن ابن حبيب.
(١) في ف: «عظيما». والقليل من الرجال: القصير الدقيق الجثة.
(٢) الأقيشر: مصغر الأقشر، وهو الشديد الحمرة.
(٣) فرش الجبا: موضع بالحجاز، ذكره ياقوت، واستشهد بالبيت. وفي الأصول: «فرش الحيا». وفي ف: «المشارب».
(٤) الخريع: المرأة الحسناء. وفي ج: «حنين». وفي ف: «جبين وصاحب».
(٥) جاء في «معجم البلدان» في «روضة الجام» بعد هذا البيت الآتي:
فروضة آجام تهيج لي البكا ... وروضات شوطى عهدهن قديم
(٦) في ج، ف: «شطت بك».
(٧) واسط: موضع أسفل من جمرة العقبة.
(٨) كلمة «هذا»، ساقطة من ط.