كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر كثير وخندق الأسدي

صفحة 404 - الجزء 12

  في هذه الأبيات لمعبد لحنان، أحدهما في الثلاثة الأول خفيف ثقيل بالوسطى⁣(⁣١) عن الهشامي وابن المكَّيّ وحبش، وفي الثلاثة الأخر التي أوّلها:

  سألت حكيما أين شطَّت بها النوى

  له أيضا ثقيل أوّل بالبنصر عن يونس وحبش. وذكر حبش خاصة أن فيها لكردم خفيف ثقيل آخر، وفي الثالث والثاني لابن جامع خفيف رمل عن الهشامي. وقال أحمد بن عبيد: فيه ثلاثة ألحان: ثقيل أوّل وخفيفه، وخفيف رمل.

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكَّار قال حدثني المؤمّليّ أن ابن أبي عبيدة كان إذا أنشد قصيدة كثيّر:

  لعزّة من أيام ذي الغصن شاقني ... بضاحي قرار الروضتين رسوم

  يتحازن حتى نقول: إنّه يبكي.

  تمثل الحزين الكناني بشعر لكثير

  أخبرني الحرميّ قال حدثنا الزبير بن بكَّار قال حدّثني عمّي عن الضّحّاك بن عثمان قال: قال عروة بن أذينة:

  كان الحزين الكناني الشاعر صديقا لأبي، وكان عشيرا له على النبيذ⁣(⁣٢)، فكان كثيرا ما يأتيه، وكانت بالمدينة قينة يهواها الحزين ويكثر غشيانها، فبيعت وأخرجت عن المدينة، فأتى الحزين أبي، وهو كئيب حزين كاسمه، فقال له أبي: يا أبا حكيم مالك؟ قال: أنا واللَّه يا أبا عامر كما قال كثيّر:

  /

  لعمري لئن كان الفؤاد من الهوى ... بغى سقما إني إذا لسقيم

  سألت حكيما أين شطَّت بها النوى ... فخبّرني ما لا أحبّ حكيم

  فقال له أبي: أنت مجنون إن أقمت على هذا.

  قصيدة كثير في عزة لما أخرجت إلى مصر

  وهذه القصيدة يقولها كثيّر في عزة لما أخرجت إلى مصر، وذلك قوله فيها:

  ولست براء نحو مصر سحابة ... وإن بعدت إلَّا قعدت أشيم⁣(⁣٣)

  فقد يوجد النّكس الدنيّ عن الهوى ... عزوفا ويصبو المرء وهو كريم⁣(⁣٤)

  وقال خليلي مالها إذ لقيتها ... غداة الشّبا⁣(⁣٥) فيها عليك وجوم

  / فقلت له إن المودّة بيننا ... على غير فحش والصفاء قديم


(١) في ط: «الأول بالوسطى».

(٢) كذا في ف، وفي كل الأصول: «عشيرا على النسب».

(٣) أشيم: أنظر إليها. في ط، ح: «تشيم».

(٤) ما عدا ط، ف: «فقد يقعد».

(٥) الشبا: واد بالأثيل من أعراض المدينة، وفي الأصول: «السبا»، وصوابه عن «معجم البلدان».