خبر كثير وخندق الأسدي
  وإني وان أعرضت عنها تجلَّدا ... على العهد فيما بيننا لمقيم
  وإن زمانا فرّق الدهر بيننا ... وبينكم في صرفه لمشوم(١)
  أفي الحق هذا أنّ قلبك سالم ... صحيح وقلبي في هواك سقيم(٢)
  وأن بجسمي منك داء مخامرا ... وجسمك موفور عليك سليم
  لعمرك ما أنصفتني في مودّتي ... ولكنّني يا عزّ عنك حليم
  فإمّا تريني اليوم أبدي جلادة ... فإني لعمري تحت ذاك كليم
  ولست ابنة الضّمريّ منك بناقم ... ذنوب العدا إني إذا لظلوم
  وإنّي لذو وجد إذا عاد وصلها ... وإنّي على ربي إذا الكريم(٣)
  / ومنها:
  صوت
  لعزة أطلال أبت أن تكلَّما ... تهيج مغانيها الفؤاد المتيّما
  وكنت إذا ما جئت أجللن مجلسي ... وأظهرن منّي هيبة لا تجهّما
  يحاذرن منّي غيرة قد عرفنها ... قديما فما يضحكن إلَّا تبسّما
  عروضه من الطويل. غنّى فيه مالك بن أبي السّمح لحنين عن يونس. أحدهما ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق، وغيره ينسبه إلى معبد. والآخر ثاني ثقيل بالوسطى عن حبش، وفيه لابن محرز خفيف ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو والهشامي. وغيره يقول: إنه لحن مالك. وفيه لابن سريج خفيف رمل بالبنصر عن عمرو والهشامي وعلي بن يحيى.
  الرشيد ومسرور الخادم وما دار بينه وبين جعفر بن يحيى حين أمره بقتله
  وأخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدّثني ميمون بن هارون قال حدّثني من أثق به عن مسرور الخادم:
  أن الرشيد(٤) لما أراد قتل جعفر بن يحيى لم يطلع عليه أحدا بتّة(٥). ودخل عليه جعفر في اليوم الذي قتله في ليلته فقال له: اذهب فتشاغل اليوم بمن تأنس به واصطبح فإني مصطبح مع الحرم. فمضى جعفر، وفعل الرشيد ذلك. ولم يزل برّ الرشيد وألطافه(٦) وتحفه وتحياته تتابع إليه لئلا يستوحش. فلما كان في الليل دعاني فقال لي(٧):
(١) في ف: «فيه لجد مشوم».
(٢) في ف: «من هواك».
(٣) في ف، ط: «لئن عاد». وفي ج: «فاني على ربي».
(٤) زايد في ج: «¦».
(٥) هذه الكلمة ساقطة في ف.
(٦) في ط، ف: «ولطفه» واللطف، بالتحريك: واحد الألطاف، وهو الهدية.
(٧) هذه الكلمة ساقطة في ف، ج.