أخبار منظور بن زبان
  هاشم بن حرملة - وقد ولدت(١) أيضا زهير بن جذيمة - فكان آخذا بأطراف الشرف في قومه. وهو أحد من طال حمل أمّه به.
  سبب تسميته منظورا وشعر أبيه في ذلك
  قال الزبير بن بكَّار فيما أجاز لنا الحرميّ بن أبي العلاء والطَّوسيّ روايته عنهما مما حدّثا به عنه حدّثتني مغيرة بنت أبي عديّ. قال الزبير وقد حدّثني هذا الحديث أيضا إبراهيم بن زياد عن محمد بن طلحة، وحدّثنيه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن يحيى بن الحسن العلويّ عن الزبير قالا جميعا:
  حملت قهطم بنت هاشم بمنظور بن زبّان أربع سنين، فولدته وقد جمع فاه فسماه أبوه منظورا لذلك - يعني لطول ما انتظره - وقال فيه على ما رواه محمد بن طلحة:
  ما جئت حتى قيل ليس بوارد ... فسميت منظورا وجئت على قدر
  وإنّي لأرجو أن تكون كهاشم ... وإني لأرجو أن تسود بني بدر
  تزوّج مليكة زوج أبيه ففرّق عمر بينهما فتبعتها نفسه وقال شعرا
  ذكر الهيثم بن عديّ عن ابن الكلبي وابن عيّاش، وذكر بعضه الزبير بن بكَّار عن عمّه عن مجالد:
  أنّ منظور بن زبّان تزوّج امرأة أبيه - وهي مليكة بنت(٢) سنان بن أبي حارثة المرّيّ - فولدت له هاشما وعبد الجبّار وخولة، ولم تزل معه إلى خلافة عمر بن الخطَّاب ¥. وكان يشرب الخمر أيضا، فرفع أمره إلى عمر، فأحضره وسأله عما قيل، فاعترف به وقال: ما علمت أنها حرام(٣). فحبسه إلى وقت صلاة العصر، ثم أحلفه أنّه لم يعلم أن اللَّه جلّ وعزّ حرّم ما فعله. فحلف - فيما ذكر - أربعين يمينا. فخلَّى سبيله، وفرّق بينه وبين امرأة أبيه وقال: لولا أنك / حلفت لضربت عنقك.
  قال ابن الكلبي في خبره: إنّ عمر قال له: أتنكح امرأة أبيك وهي أمك؟ أو ما علمت أن هذا نكاح المقت(٤)!. وفرّق بينهما. فتزوّجها محمد بن طلحة.
  قال ابن الكلبي في خبره:
  فلما طلَّقها أسف عليها وقال فيها:
  ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر ... إذا منعت منّي مليكة والخمر
  فإن تك قد أمست بعيدا مزارها ... فحيّ ابنة المرّيّ ما طلع الفجر
  لعمريّ ما كانت مليكة سوءة ... ولا ضمّ في بيت على مثلها ستر
  وقال أيضا:
(١) كذا في أخبار منظور التي طبعها ردلف برونو في الجزء الحادي والعشرين. وفي الأصول: «ولده» تحريف.
(٢) في ف: «مليكة بنت خارجة بن سنان».
(٣) في ف: «ما علمت أن هذا حرام».
(٤) نكاح المقت: هو أن يتزوّج الرجل امرأة أبيه بعده.