كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار منظور بن زبان

صفحة 408 - الجزء 12

  لعمر أبي، دين يفرّق بيننا ... وبينك قسرا إنّه لعظيم

  وقال حجر بن معاوية بن عيينة بن حصن بن حذيفة لمنظور:

  /

  لبئس ما خلف الآباء بعدهم ... في الأمّهات عجان⁣(⁣١) الكلب منظور

  قد كنت تغمزها والشيخ حاضرها ... فالآن أنت بطول الغمز معذور

  تزوّجت ابنته خولة الحسن بن علي بعد موت زوجها

  قال أبو الفرج الأصبهاني⁣(⁣٢): أخطأ ابن الكلبي في هذا. وإنما طلحة بن عبيد اللَّه الذي تزوّجها؛ فأما محمد فإنه تزوّج خولة بنت منظور فولدت له إبراهيم بن محمد وكان أعرج، ثم قتل عنها يوم الجمل، فتزوّجها الحسن بن عليّ @، فولدت له الحسن بن الحسن @. وكان إبراهيم بن محمد بن طلحة نازع بعض ولد الحسين بن علي بعض ما كان بينهم وبين بني الحسن من مال عليّ #، فقال الحسينيّ لأمير المدينة: هذا الظالم الضالع الظالع⁣(⁣٣) - يعني إبراهيم - فقال له إبراهيم: واللَّه⁣(⁣٤) إني لأبغضك. فقال له الحسيني: صادق، واللَّه يحب الصادقين، وما يمنعك من ذلك وقد قتل أبي أباك وجدّك، وناك عمي أمّك؟ - لا يكني - فأمر بهما فأقيما من بين يدي الأمير.

  لقي مليكة بعد فراقها فتعرض لها ولزوجها

  رجع الخبر إلى رواية ابن الكلبي قال: فلما فرّق عمر ¥ بينهما وتزوّجت رآها منظور يوما وهي تمشي في الطريق - وكانت جميلة رائعة الحسن - فقال: يا مليكة، لعن اللَّه دينا فرّق بيني وبينك! فلم تكلمه وجازت، وجاز بعدها زوجها؛ فقال له منظور: كيف رأيت أثر أيري في حر مليكة؟ قال: كما رأيت أثر أير أبيك فيه، فأفحمه. وبلغ عمر ¥ الخبر فطلبه ليعاقبه، فهرب منه.

  رجع إلى زواج ابنته خولة بالحسن

  وقال الزبير في حديثه: فتزوّج محمد بن طلحة بن عبيد اللَّه خولة بنت منظور فولدت له إبراهيم وداود وأمّ القاسم بني محمد بن طلحة، ثم قتل عنها يوم الجمل، فخلف عليها الحسن بن عليّ بن أبي طالب @، فولدت له الحسن بن الحسن ®.

  / قال الزبير: وقال محمد بن الضحاك الحزاميّ عن أبيه:

  تزوّج الحسن # خولة بنت منظور، زوّجه إياها عبد اللَّه بن الزبير وكانت أختها تحته.

  وأخبرني أحمد بن محمد بن سعيد قال حدّثني يحيى بن الحسن قال حدّثني موسى بن عبيد اللَّه⁣(⁣٥) بن الحسن قال:


(١) العجان: الآست.

(٢) في ف: «قال مؤلف هذا الكتاب».

(٣) الضالع: الجائر، والظالع: المتهم.

(٤) في ف: «اللَّه يعلم أني أبغضك».

(٥) في ط، ف: «عبد اللَّه».