كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر عبد الله بن معاوية ونسبه

صفحة 425 - الجزء 12

  وجار ضيف طرق الحيّ سرى ... صادف زادا وحديثا يشتهى

  إن الحديث طرف من القرى

  فقال ابن دأب: العجب للشمّاخ يقول مثل هذا القول لابن جعفر ويقول لعرابة الأوسي:

  إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين

  عبد اللَّه بن جعفر كان أحقّ بهذا من عرابة.

  جوده على أهل المدينة

  قال يحيى بن الحسن وكان عبد اللَّه بن الحسن يقول كان أهل المدينة يدّانون بعضهم من بعض إلى أن يأتي عطاء عبد اللَّه بن جعفر.

  جوده على رجل جلب إلى المدينة سكرا كسد عليه.

  أخبرني أحمد قال حدّثني يحيى قال: حدّثني أبو عبيد قال حدّثني يزيد بن هارون عن هشام عن ابن سيرين قال:

  جلب رجل إلى المدينة سكَّرا فكسد عليه فقيل له: لو أتيت ابن جعفر قبله منك وأعطاك الثّمن، فأتى ابن جعفر فأخبره، فأمره بإحضاره وبسط له، ثم أمر به / فنثر، فقال: للناس إنتبهوا، فلما رأى الناس ينتبهون قال:

  جعلت فداءك! آخذ معهم؟ قال: نعم، فجعل الرجل يهيل في غرائره، ثم قال لعبد اللَّه: أعطني الثمن فقال: وكم ثمن سكَّرك؟ قال: أربعة آلاف درهم، فأمر له بها.

  أخبرنا أحمد قال حدّثني يحيى بن علي، وحدّثني ابن عبد العزيز قال حدّثنا أبو محمد الباهليّ حسن بن سعيد عن الأصمعيّ نحوه وزاد فيه، قال:

  فقال الرجل: ما يدري هذا وما يعقل أخذ أم أعطى! لأطلبنّه بالثمن ثانية، فغدا عليه فقال: ثمن سكَّري، فأطرق عبد اللَّه مليّا ثم قال: يا غلام، أعطه أربعة آلاف درهم؛ فأعطاه إياها، فقال الرجل: قد قلت لكم: إن هذا الرجل لا يعقل: أخذ أم أعطى! لأطلبنّه بالثمن. فغدا عليه فقال: أصلحك اللَّه! ثمن سكَّري، فأطرق عبد اللَّه مليا، ثم رفع رأسه إلى رجل، قال: إدفع إليه أربعة آلاف درهم فلما ولَّى ليقبضها قال له ابن جعفر: يا أعرابي، هذه تمام اثنى عشر ألف درهم، فانصرف الرجل وهو يعجب من فعله.

  باعه رجل جملا وأخذ ثمنه مرارا فمدحه

  وأخبرني أبو الحسن الأسديّ عن دماذ عن أبي عبيدة:

  أن أعرابيّا باع راحلة من عبد اللَّه بن جعفر، ثم غدا عليه فاقتضى ثمنها فأمر له به، ثم عاوده ثلاثا، وذكر في الخبر مثل الذي قبله وزاد فيه: فقال فيه:

  لا خير في المجتدى⁣(⁣١) في الحين تسأله ... فاستمطروا من قريش خير مختدع


(١) المجتدى: الذي تطلب جدواه أي عطيته.