كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عقيل بن علفة

صفحة 459 - الجزء 12

  وبي نوّة، خاطب أماثل سهم وأنا من أماثلهم. فأبلى في تلك الحروب بلاء شديدا. وقال الحصين بن الحمام في ذلك من قصيدة طويلة له:

  /

  يطأن من القتلى ومن قصد القنا ... خبارا فما ينهضن إلا تقحّما⁣(⁣١)

  عليهنّ فتيان كساهم محرّق ... وكان إذا يكسو أجاد وأكرما⁣(⁣٢)

  صفائح بصرى أخلصتها قيونها ... ومطَّردا من نسج داود محكما⁣(⁣٣)

  / تأخرت أستبقى الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما

  نهب بنو جعفر إبلا لجاره فردها إليه وقال شعرا في ذلك

  وقال المدائني قال جرّاح بن عصام بن بجير:

  عدت بنو جعفر بن كلاب على جار لعقيل فأطردت إبله وضربوه، فغدا عقيل على جار لهم فضربه، وأخذ إبله فأطردها، فلم يردّها حتى ردّوا إبل جاره وقال في ذلك:

  إن يشرق الكلبيّ فيكم بريقه ... بني جعفر يعجل لجاركم القتل

  فلا تحسبوا الإسلام غيّر بعدكم ... رماح مواليكم فذاك بكم جهل

  بني جعفر إن ترجعوا الحرب بيننا ... ندنكم كما كنا ندينكم قبل

  بدأتم بجاري فانثنيت بجاركم ... وما منهما إلا له عندنا حبل

  أسره بنو سلامان وأطلقه بنو القين

  وذكر المدائني أيضا:

  أن عقيلا كان وحده في إبله، فمر به ناس من بني سلامان فأسروه، ومروا به في طريقه على ناس من بني القين، فانتزعوه منهم، وخلَّوا سبيله. فقال عقيل في ذلك:

  أسعد هذيم إنّ سعدا أباكم ... أبى لا يوافي غاية القين من كلب

  / وجاء هذيم والركاب مناخة ... فقيل تأخّر يا هذيم على العجب⁣(⁣٤)

  فقال هذيم إن في العجب مركبي ... ومركب آبائي وفي عجبها حسبي

  قال: وسعد هذيم هم عذرة وسلامان والحارث وضبّة.


(١) القصد: جمع قصدة، وهي القطعة من القناة المتكسرة. الخبار من الأرض: ما لان واسترخى.

(٢) محرق: لقب عمرو بن هند وإنما سمي بذلك لأنه حرق مائة من بني تميم.

(٣) قيون: جمع قين: وهو الحداد، ومطردا: أي درعا مطردا (والدرع قد تذكر). اطرد الشيء: تبع بعضه بعضا، والمعنى تتابعت حلقاتها واتصلت.

(٤) العجب: أصل الذنب وهو العصعص.