كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الأسود الدؤلي ونسبه

صفحة 481 - الجزء 12

٢٣ - أخبار أبي الأسود الدؤلي ونسبه

  نسبه

  اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بم حلس بن نفاثة بن عديّ بن الدّئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار، وهم إخوة قريش، لأن قريشا مختلف في الموضع الذي افترقت [فيه⁣(⁣١)] مع أبيها، فخصّت بهذا الاسم دونهم، وأبعد من قال في ذلك مدّى من زعم أن النضر بن كنانة منتهى نسب قريش، فأمّا النسّابون منهم فيقولون إن من لم يلده فهر بن مالك بن النضر فليس قرشيّا.

  كان من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدّثيهم

  وكان أبو الأسود الدؤلي من وجوه التابعين وفقهائهم، ومحدّثيهم. وقد روى عن عمر بن الخطاب وعليّ بن أبي طالب ®(⁣٢)، فأكثر وروى عن ابن عباس وغيره، واستعمله عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب ¤، وكان من وجوه شيعة عليّ. وذكر أبو عبيدة أنه أدرك أول الإسلام وشهد بدرا مع المسلمين⁣(⁣٣). وما سمعت بذلك عن غيره.

  وأخبرني عمي عن ابن أبي سعد عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الصمد السّلميّ عن أبي عبيدة مثله.

  ولاه عليّ البصرة

  واستعمله عليّ رضى اللَّه عنه على البصرة بعد ابن عباس، وهو كان الأصل في / بناء النحو وعقد أصوله.

  كان أول من وضع النحو ورسم أصوله

  أخبرنا أبو جعفر بن رستم الطَّبري النحويّ بذلك عن أبي عثمان المازنيّ عن أبي عمر الجرميّ عن أبي الحسن الأخفش عن سيبويه عن الخليل بن أحمد / عن عيسى بن عمر عن عبد اللَّه بن أبي إسحاق الحضرميّ عن عنبسة الفيل وميمون الأقرن عن يحيى بن يعمر الليثي.

  أنّ أبا الأسود الدؤلي دخل إلى ابنته بالبصرة فقالت له يا أبت ما أشدّ الحرّ! (رفعت أشدّ) فظنّها تسأله وتستفهم منه: أيّ زمان الحرّ أشدّ؟ فقال لها: شهر ناجر، [يريد شهر صفر. الجاهلية كانت تسمى شهور السنة بهذه الأسماء⁣(⁣٤)]. فقالت: يا أبت إنما أخبرتك ولم أسألك. فأتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب # فقال: يا


(١) زيادة من ف.

(٢) الدعاء في ف: «~ وآله».

(٣) في ف: «مع المشركين».

(٤) هذه الزيادة عن ف.