كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الأسود الدؤلي ونسبه

صفحة 483 - الجزء 12

  أوّل باب وضعه أبي من النحو باب التعجب.

  كان معدودا في طبقات من الناس وهو في كلها مقدم

  وقال / الجاحظ: أبو الأسود الدؤليّ معدود في طبقات من الناس، وهو في كلَّها مقدّم، مأثور عنه الفضل في جميعها؛ كان معدودا في التابعين والفقهاء / والشعراء والمحدّثين والأشراف والفرسان والأمراء والدّهاة والنحوييّن والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والصّلع الأشراف والبخر الأشراف.

  حديثه عن عمر بن الخطاب

  فما رواه من الحديث عن عمر مسندا عن النبيّ ، حدّثنا حامد بن محمد بن شعيب البلخيّ قال حدّثنا أبو خيثمة زهير بن حرب قال حدّثنا يونس بن محمد قال حدّثنا داود بن أبي الفرات عن عبد اللَّه بن أبي بريدة عن أبي الأسود الدؤلي قال:

  أتيت المدينة فوافقتها وقد وقع فيها مرض فهم يموتون موتا ذريعا، فجلست إلى عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه، فمرّت به جنازة فأثني على صاحبها خير، فقال عمر ¥: وجبت، ثم مرّ بأخرى فأثني على صاحبها بشرّ، فقال عمر: وجبت، فقال أبو الأسود: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ فقال: قلت كما قال رسول اللَّه : «أيّما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله اللَّه الجنة» فقلنا: وثلاثة؟ قال: «وثلاثة»، فقلنا: واثنان؟ قال:

  «واثنان»، ثم لم نسأله عن الواحد.

  حدّثني حمّاد بن سعيد قال حدّثنا أبو خيثمة قال حدّثنا معاذ بن هشام قال حدّثني أبي عن قتادة عن أبي الأسود الدؤليّ قال:

  خطب عمر بن الخطاب رضي اللَّه تعالى عنه الناس يوم الجمعة فقال: إنّ نبيّ اللَّه قال: «لا تزال طائفة من أمّتي على الحقّ منصورة حتى يأتي أمر اللَّه جلّ وعزّ».

  حديثه عن علي بن أبي طالب

  ومما رواه عن عليّ بن أبي طالب # أخبرنا محمد بن عبد اللَّه بن سليمان الحضرميّ قال حدّثنا هنّاد ابن السّريّ قال حدّثنا عبده بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤليّ عن أبيه أبي الأسود الدؤليّ عن عليّ كرم اللَّه وجهه أنه قال في بول الجارية: يغسل، وفي بول الغلام: ينضح ما لم يأكلا الطعام.

  تبع ابن عباس حين خرج من البصرة إلى المدينة ليردّه فأبى

  أخبرني محمّد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا البغويّ قال حدّثنا عليّ بن الجعد قال حدّثنا معلَّى بن هلال عن الشّعبيّ وأخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمار قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا المدائنيّ جميعا قالوا:

  لما خرج ابن عباس ® إلى المدينة من البصرة تبعه أبو الأسود في قومه ليردّه، فاعتصم عبد اللَّه بأخواله من بني هلال فمنعوه، وكادت تكون بينهم حرب، فقال لهم بنو هلال: ننشدكم اللَّه ألَّا تسفكوا بيننا دماء تبقى معها العداوة إلى آخر الأبد، وأمير المؤمنين أولى بابن عمه، فلا تدخلوا أنفسكم بينهما، فرجعت كنانة عنه، وكتب أبو الأسود إلى عليّ # فأخبره بما جرى، فولَّاه البصرة.