كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي الأسود الدؤلي ونسبه

صفحة 501 - الجزء 12

  أجرّعك صابا وكان المرا ... ر والصاب قدما شرابا كريها

  خبره مع معاوية بن صعصعة وشعره في ذلك

  وقال خالد بن كلثوم:

  كان معاوية بن صعصعة يلقى أبا الأسود كثيرا فيحادثه ويظهر له المودّة، وكانت تبلغه عنه قوارص فيذكرها له فيجحدها أو يحلف أنه لم يفعل، ثم يعاود ذلك، فقال فيه أبو الأسود:

  ولي صاحب قد رابني أو ظلمته ... كذلك ما الخصمان برّ وفاجر

  وإني امرؤ عندي وعمدا أقوله ... لآتي ما يأتي امرؤ وهو خابر

  لسانان معسول عليه حلاوة ... وآخر مسموم عليه الشّراشر⁣(⁣١)

  فقلت ولم أبخل عليه نصيحتي ... وللمرء ناه لا يلام وزاجر

  إذا أنت حاولت البراءة فاجتنب ... عواقب قول تعتريه المعاذر

  فكم شاعر أرداه أن قال قائل ... له في اعتراض القول إنك شاعر

  عطفت عليه عطفة فتركته ... لما كان يرضى قبلها وهو حاقر

  / بقافية حذّاء سهل رويّها ... وللقول أبواب ترى ومحاضر⁣(⁣٢)

  تعزّى بها من نومه وهو ناعس ... - إذ انتصف الليل - المكلّ المسافر⁣(⁣٣)

  إذا ما قضاها عاد فيها كأنه ... للذته سكران أو متساكر

  شعره في عبد اللَّه بن عامر وكان مكرما له ثم جفاه لتشيعه

  أخبرني عمي قال حدّثنا الكراني قال حدّثني العمريّ عن العتبيّ قال:

  كان عبد اللَّه بن عامر مكرما لأبي الأسود ثم جفاه لما كان عليه من التشيع فقال فيه أبو الأسود:

  ألم تر ما بيني وبين ابن عامر ... من الودّ قد بالت عليه الثعالب

  وأصبح باقي الودّ بيني وبينه ... كأن لم يكن، والدهر فيه عجائب

  إذا المرء لم يحببك إلا تكرّها ... بدا لك من أخلاقه ما يغالب

  فللنأي خير من مقام على أذى ... ولا خير فيما يستقل المعاتب

  قصته مع زوجتيه القشيرية والقيسية وشعره في ذلك

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا عبيد اللَّه بن محمد قال حدّثنا ابن النطاح قال ذكر الحرمازيّ عن رجل من بني الديل قال:


(١) يريد أنه حاد، وفي «اللسان»: شرشر السكين أحدها.

(٢) حذاء: سيارة أو منقحة لا يتعلق بها عيب.

(٣) أكله: أتعبه.