أخبار جعفر بن علبة الحارثي ونسبه
  إذا ما أتيت الحارثيات فانعني ... لهن وخبّرهنّ أن لا تلاقيا
  وقوّد قلوصي بينهن فإنها ... ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا(١)
  أوصّيكم إن متّ يوما بعارم(٢) ... ليغني شيئا أو يكون مكانيا
  ويروى:
  وعطَّل قلوصي في الرّكاب فإنها ... ستبرد أكبادا وتبكي بواكيا(٣)
  وهذا البيت بعينه يروى لمالك بن الرّيب في قصيدته المشهورة الَّتي يرثي بها نفسه. وقال في ذلك جعفر أيضا:
  وسائلة عنا بغيب وسائل ... بمصدقنا في الحرب كيف نحاول
  عشية قرّى سحبل إذ تعطَّفت ... علينا السرايا والعدوّ المباسل(٤)
  ففرج عنا اللَّه مرحى(٥) عدوّنا ... وضرب ببيض المشرفيّة خابل
  إذا ما قرى(٦) هام الرؤس اعترامها(٧) ... تعاورها(٨) منهم أكفّ وكاهل(٩)
  / إذا ما رصدنا مرصدا فرجت لنا ... بأيماننا بيض جلتها الصياقل
  ولما أبوا إلا المضيّ وقد رأوا ... بأن ليس منا خشية الموت نأكل
  حلفت يمينا برّة لم أرد بها ... مقالة تسميع ولا قول باطل(١٠)
  ليختضمنّ الهندوانيّ منهم ... معاقد يخشاها الطبيب المزاول(١١)
  وقالوا لنا ثنتان لا بد منهما ... صدور رماح أشرعت أو سلاسل
(١) قوّد: أكثر القياد. والقلوص: الفتية من الإبل بمنزلة الجارية الفتاة من النساء. وفي «أساس البلاغة»: «في الركاب» بدل «بينهن».
(٢) عارم: ابن جعفر بن علبة وبه كان يكنى. وفي «مختار الأغاني الكبير» القسم الثاني ص ٢٤٨ نسخة بالتصوير الشمسي: «أوصيهم» بدل «أوصيكم».
(٣) رواية بيت مالك بن الريب في «الخزانة» (ج ١ ص ٣١٩ طبع بولاق) هي:
وعطل قلوصي في الركاب فإنها ... ستفلق أكبادا وتبكي بواكيا
وروايته في «الأمالي» (ج ٣ ص ١٣٨ طبع دار الكتب المصرية) هي:
وعرّ قلوصي في الركاب فإنها ... ستفلق أكبادا وتبكي بواكيا
(٤) السرايا: جمع سرية، وهي الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربعمائة رجل. والمباسلة: المصاولة في الحرب. والبيت في «أشعار الحماسة» في إحدى روايتيه وفي «معجم البلدان» و «مختار الأغاني الكبير»:
ألهفى بقرّى سحبل حين أحلبت ... علينا الولايا والعدوّ المباسل
وأحلبت: جاءت من كل أوب للنصرة. والولايا هنا: العشائر والقبائل. وفي «معجم ما استعجم»: «أجلبت» بالجيم بدل «أحلبت» أي صار لها جلبة وضوضاء.
(٥) المرحى: الموضع الَّذي تدور عليه رحى الحرب.
(٦) قراه: أطعمه القرى، وهو كناية عن كثرة الضرب.
(٧) اعترامها: اشتدادها.
(٨) تعاورها: تداولها.
(٩) الكاهل: مقدّم أعلى الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى فيه ست فقر. وفي ج: «احتدامها» بدل «اعترامها».
(١٠) التسميع: التشهير والتشنيع. والبيت فيه إقواء.
(١١) الاختضام: القطع. وفي الأصل: «ليختصمن».